وقل لي إذا شقّ بصرك، واشتدّ حصرك. وعاينت الجدّ فشغلك عن دَدِكَ، وأوحشك تفريطك فسقط في يدك. ما يغني حينئذٍ عنك بُنيانك، وماذا يجدي عليك قُنيانك. وهل ينفعك نخيلك الصنوان وغير الصنوان، أم يدفع عنك ما يخرج من طلعها من القنوان.
المقالة الثانية والعشرون:
الباطل واللَّدد
خل عن يدك
الباطل واللدد، واعتنق الجدوالزم الجدد. إن الله تعالى خلقك جِدًا لا عبثًا، وفطرك إبريزًا لا خبثًا. لولا أن نفسك بكسبها الخبيث خبثتك، وبلطخ عملها السيئ لوثتك. فأرخيت عنانك فيما أنت عنه مزجور، وتوليت بركنك عما أنت عليه مأجور. إلقاء بيدك إلى التهلكة، وإضاعة لحظك في عظيم المهلكة.
المقالة الثالثة والعشرون:
خسوف وفيلسوف
احذر من الخسوف والكسوف، ولا تستمع لقول الفيلسوف لأنه لا يألو أن يتحمق وأن يغلو ويتعمق، إن اشتهاره بقوله الفج طوّح به وراء كل فجّ، مبخت مرجم يدّعي أنه منّجم، هو عند نفسه المهذّب. وعند عباد الله المكذب، وبنار الله
1 / 11