يَا أَصْحَاب الحَدِيث اسمعوا مَا أَقُول لكم فأنصتنا إِلَيْهِ فَقَالَ:
«كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فِي الأَفراد» غير مُرتب فَمن قدر مِنْكُم على ترتيبه أَفَادَ واستفاد.
فَوَقع إِذْ ذَاك فِي نَفسِي ترتيبه إِلَى أَن تسهّل الله ﷿ ذَلِك فِي سنة خَمْسمِائَة فحصلت نسخه بِخَط أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الميداني الْحَافِظ نقلهَا فِي خطّ الدَّارَقُطْنِيّ وقابلها بِهِ فاستخرت الله ﷿ ورتبته على تَرْتِيب الْأَطْرَاف ليَكُون فَائِدَة لكل من عرض لَهُ حَدِيث أَرَادَ مَعْرفَته فَإِن أَصْحَابنَا قَدِيما وحديثا استدلوا على معرفَة الصَّحِيح بِمَا صنعه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي ﵀ وَغَيره من أَطْرَاف الصَّحِيحَيْنِ فاهتدوا بذلك إِلَى مَعْرفَته من غير مشقة وتعب.
وَأما الْغَرِيب والأفراد فَلَا يُمكن الْكَلَام عَلَيْهَا لكل أحد من النَّاس إِلَّا من برع فِي صَنْعَة الحَدِيث فَمن جمع بَين هذَيْن الْكِتَابَيْنِ أمكنه الْكَلَام على أَكثر الصَّحِيح والغريب والأفراد ثمَّ إِنَّا ذاكرون بعون الله أَمَام هَذَا الْكتاب نُبَذَا تدل على اسْتِحْقَاقه للاقتداء بِهِ والاعتماد / على قَوْله فَإنَّا رَأَيْنَاهُ استدرك على أبي بكر دَاوُد قَوْله على حَدِيث عبد الله بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله قَالَ:
«صَلَاة اللَّيْل مثنى مثنى» .
قَالَ: إِن أبي دَاوُد لم يروه عَن ابْن وهب إِلَّا أَحْمد بن صَالح الْمقري.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مستدركًا عَلَيْهِ:
قد يُتَابِعه عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الغافقي فَرَوَاهُ عَن ابْن وهب.
فَعلمنَا أَن فِيمَا خرّجه من الْأَحَادِيث إِنَّمَا تكلم على توثيقه واحتاط.
سَمِعت أَبَا الْحُسَيْن يحيى بن الْحُسَيْن الْعلوِي الْحُسَيْنِي بِالريِّ يَقُول: سَمِعت أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الصُّورِي الْحَافِظ يَقُول: سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْحَافِظ الْمصْرِيّ يَقُول
1 / 44