واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ... " ١.
فكان لاستشعار قلوبهم لهذه المعتقدات، أكبر الأثر في تعلقها بالله، ومراقبته والإخلاص في عبادته، والإشفاق من يوم القيامة.
فحملهم ذلك على الاستقامة على طاعته، والانتهاء عن معصيته، متقين بذلك سخط الله وأهوال يوم القيامة.
وقد بين الله ذلك من حالهم في سورة الإنسان بقوله: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ [الإنسان:٥-١١] .
وأهل هذه المرتبة هم من المؤمنين حقًا الذين ابتُلوا فظهر صدقهم قال تعالى: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
١ رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الإسلام والإيمان والإحسان ... ح (٨) ١/٣٦.