199

Atheer Ibn Badis

آثار ابن باديس

Bincike

عمار طالبي

Mai Buga Littafi

دار ومكتبة الشركة الجزائرية

Lambar Fassara

الأولى عام ١٣٨٨ هـ

Shekarar Bugawa

١٩٦٨ ميلادية

Nau'ikan

١ - مؤمن آخذ بالأسباب الدنيوية، فهذا سعيد في الدنيا والآخرة.
٢ - ودهريٌّ تارك لها، فهذا شقى فيهما.
٣ - ومؤمن تارك للأسباب، فهذا شقى فى الدنيا وينجو- بعد المؤاخذة على الترك- في الآخرة.
٤ - ودهريٌّ آخذ بالأسباب الدنيوية، هذا سعيد فى الدنيا ويكون في الآخرة من الهالكين.
فلا يفتنن المسلمون بعد علم هذا ما يرونه من حالهم وحال من لا يدين دينهم. فإنه لم يكن تأخرهم لإيمانهم، بل بترك الأخذ بالأسباب الذي هو من ضعف إيمانهم. ولم يتقدم غيرهم بعدم إيمانهم بل بأخذهم بأسباب التقدم في الحياة. وقد علموا أنهم مضت عليهم أحقاب وهم من أهل القسم الأول بإيمانهم وأعمالهم. وما صاروا من أهل القسم الثالث إلا لما ضعف إيمانهم وساءت أعمالهم وكثر إهمالهم .. فلا لوم إذًا- إلا عليهم في كل ما يصيبهم، وربك يقضي بالحق وهو الفتاح العليم.
﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ (١).
وهذا قسم آخر من الخلق، قصد بعمله الآخرة وإياها طلب، وثوابها انتظر، يرجو أن يزحزح فيها عن النار ويفوز بالجنة ويحل عليه الرضوان. فهذا كان سعيه مشكورًا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يقصد بعمله ثواب الآخرة قصدًا مخلصًا. كما يفيده فعل الإرادة في ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ﴾ ولام الأجل في ﴿وَسَعَى لَهَا﴾.

(١) ١٩/ ١٧الإسراء.

1 / 202