Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Nau'ikan
على الامر من بعده. وفتح البلاد وأباد دولة بني تاشفين واستاصلهم واستقر الملك فى عقبه إلى الان، وملوك الغرب في هذا الامر على غاية من الاحتراز من هذه الطائفة، وإذا رأوا منهم من كان يصلح للركوب والجهاد اشغلوا به.
ومنهم صنف بالغوا في التعفف والزهد والعبادة، والبعد عن طعام الملوك وابوابهم وصلاتهم، ومقصودهم بذلك تبع العامة وظهور القبول سيما إن كانوا من أهل الوعظ، ويرون كل إكرام دون حقهم، فمن أعرض عنهم، و لم يحترمهم، أو لم يزرهم ويقبل أيديهم، سبوه وذكروا أنه من عصاة أهل الدنيا وأرباب الظلم ، وطريق سياسه هؤلاء أن يلطخوا بالدنيا باي طريق أمكن، فاذا فعلوا ذلك فسد امرهم، وانحل اعتقاد الناس فيهم.
ومن الفقراء صنف يتسترون ويتفنعون ويكرهون السؤال ولو هلكوا. قال الله تعالى: يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسالون الناس إلحافا}(1). فليكن بحث الملك عن هذا الصنف، وسروره بالظفر بواحد منهم كسرور الجاهل بمشكلة انحلت وظلمة تجلت، فليكن كثير الإحسان إليهم والتوسعة عليهم.
Shafi 127