ورع بذا من شكر واحصد بذا من كفر. ومن اطلع على اخبار الماضين وسير المتقدمين علم ان بالجود تشمخت الدول واستقرت الممالك؛ ومثال ذلك أن دولة بنى أمية كان مبدؤها معاوية بن ابي سفيان وطدها على الكرم والحلم فاستقرت وتشمخت لمن بعده منه إلى مروان بن محمد(1) بن مروان إحدى وتسعين سنة وتسعة شهور ويومين . والدولة العباسية انشاها ابو مسلم الخراسانى(2) ممزوجة بالرغبة والرهبة، فكان يقتل حتى يقال إنه لا يصفح ولا يبفى ويبذل الاموال حتى يقال إنه لا يبفى على شيء من اصناف الأموال، فاستقرت الدولة على الخوف والرجاء إلى الآن. وكانت المبايعة للسفاح(2)، وهو أول الخلفاء العباسيين رضى الله عنهم، بالكوفة في شهر ربيع. الاخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
Shafi 75