171

Atar al-uwal fi tartib al-duwal

آثار الأول في ترتيب الدول

Nau'ikan

بالمعتصم، فاعملا الفكر في امرو، وكان له صديق يعرف بمحمد بن ابراهيم الظاهري، وكان بينه وبين الزيات مؤانسه فانتمى له، ووعده أن يوليه فارس والأهواز، ويرفع عند المعتصم قدره على أن يتلطف في ايحاش الأفشين من المعتصم ، فدخل محمد الظاهري يوما على الأفشين وأظهر له الاغتمام والكابة، فساله عن شانه فكتمه، فألح عليه فتلجلج، فاستحلفه أن يكثم ذلك، وقال: إن المعتصم قد تغير عليك وأخذ فى التدبير على قبضك، فقال الأفشين: هذا باطل لأننى عليه عظيم البركة، وقد فتحت له الفتوح، وأرحته من بابك، ولم يظهر مني سوء قط، فكيف يكون هذا؟ فقال له: قد بحت لك بما في نفسى، وسيظهر لك عن قليل، فكثر فكر الافشين واغتم لذلك، واتفق أن دخل على المعتصم يوما، فراه ضجرا معبسا لبعض أحواله، فظن أن ذلك بسببه، فحذر على نفسه، وتحرز فى منزله، واستظهر بحرسه، واحتفظ بابوابه، فبلغ المعتصم ذلك فانكره، ثم قال له ابن أبي داؤد يا أمير المؤمنين أنت منا بمنزلة الروح من الجسد،

Shafi 217