Atar al-uwal fi tartib al-duwal
آثار الأول في ترتيب الدول
Nau'ikan
إذا دهمه أمز عظيم فلا يضطرب له، ويتثبت ويتوقف في إشاعته، ولا يبادر الى المشورة، فانه لا يزيد نظره في ذلك إلا بصيرة، والأمر الصعب الا سهولة، ثم يستشير ويعمل فيه فقد تبدر من الشرور بوادر ليس لها أصل، وهذا أخذ من قول الحكيم أفلاطون حيث قال: كل عظيم يبدأ صغيرا ثم يعظم الا المصيبة فانها تبدا عظيمة وتصغر.
وقد قيل استعينوا على نجاح(1) الحوائج بالكتمان وتستشار الوزراء في الحرب، فانه كالزناد يصليها ولا يصطليها، ولا يستشار الجند فيها إلا من كان كامل العقل غير متهور في شجاعته، ولا جبان، ولا بخيل؛ فان لمتهور يوقع في الاخطار، والجبان والبخيل يفوت الفرص
وينبغى للملك أن لا يجعل بينه وبين البريد وأصحاب الأخبار واسطة، ولا يجعل بينهم وبين الوزراء تعلقا، لأن ذلك يوهن المملكة ويطوي الأخبار عن الملك، لأن الوزير لا يمكن أحدا من إيصال ما يكره إلى الملك، ويوخر عنه ما يجب تقديمه.
يحكى أن المامون لما عزم على نقل الخلافة إلى الطالبيين، وبايع وهو بمرو لعلي بن موسى الرضا، بلغ ذلك الى بني العباس، فاضطربوا وشق عليهم ذلك، ثم نصبوا إبرهيم المهدي وبايعوه، وأدى الأمر إلى أن حاربوا الحسن بن سهل وكسروه، والاخبار منطوية عن المامون بسبب تمكن
Shafi 150