Athar Misriyya Fi Adab Carabi
الآثار المصرية في الأدب العربي
Nau'ikan
سقت العالمين بالسعد والنح
س إلى أن تعاطت النحس محضا
27
صنعة تدهش العقول وفن
كان إتقانه على القوم فرضا
ويناجي شوقي تلك القصور الغريقة في النيل، وهي على وشك أن تتهاوى فملكه الحزن فبكى.
إنه يراها سطرا في كتاب أمجاد مصر، ويتألم كيف فض البلى ذلك الكتاب الذي كان مصونا، فكشف عن أسرار كان الفراعنة أنفسهم لا يدركونها لغموضها.
ويدعو شوقي من صميم فؤاده أن يظل لتلك القصور جلالها وعظمتها، وألا تنزل عن سماء عليائها ؛ فقد حارت عقول المهندسين في بنائها، وعجز العلم عن إدراك أسرارها.
ويسألها الشاعر عما شاهدته في ماضيها من ملك عال، وحضارة مترفة، وعما رأته من مواكب لفرعون كان بعضها يتلو بعضا؛ إذ كان يمضي لفتح الممالك، أو لإشادة الحضارة في أيام السلم، وعما كان لإيزيس من ملك عريض، وتقديس وعبادة، ثم أصبحت اليوم لا حامي لها، ولا ناصر لها على ما تلاقيه من نوائب الزمان. لقد صارت أسيرة سجن في البحر لا تستطيع الخلاص. واستمع إلى تلك المناجاة إذ يقول الشاعر:
يا قصورا نظرتها وهي تفضي
Shafi da ba'a sani ba