Tasirin Larabawa Akan Al'adun Turai
أثر العرب في الحضارة الأوروبية
Nau'ikan
فإن الولع لكل جديد كالوالع بكل قديم، دليل على نقص في التمييز، وعلى اتباع يخلو من الابتداع.
وقد عشنا زمنا في الشرق ومقياس الحرية عندنا أن نقبل على كل جديد لأنه جديد، وأن نثور على كل قديم لأنه قديم.
فكان ذلك عهد تعليم، وكان كذلك عصر قصور.
ثم بلغ هذا العصر مداه فبرزت في صفوف الشرقيين طائفة تملك حريتها في وجه الجديد كما تملكها في وجه القديم، فلا يفقد الإنسان صفة الحرية لأنه يفضل بعض القديم على بعض الجديد، ولا يكسب الإنسان صفة الحرية لأنه يفضل كل جديد على كل قديم، بل يكون مقياس الحرية هو مقايس التمييز لكل ممتاز، والاختيار لكل ما يستحق أن يختار.
نقلة من عصر القصور إلى عصر الرشد والاستقلال.
تعلمنا مكرهين متبعين، ثم نتعلم مختارين مبتدعين.
ولم يقتصر ما تعلمناه من قبل أو ما نتعلمه اليوم على باب دون باب، أو فريق دون فريق، بل شمل المدرسة والبيت والسوق، وعم الجامدين والمتوسطين والمتطرفين، ولا يزال علينا أن نتعلم الكثير في كل باب، وأن نترقب التقدم من كل فريق، ولكن على سنة الرشد لا على سنة القصور.
وسيبلغ هذا العصر مداه بعد حين، وستدور الأفلاك دوراتها التي يتشابه فيها المدار بالقرار، فغير بعيد أن تسمع الصيحة مرة أخرى في جانب من جوانب الكرة الأرضية ... وغير بعيد أن يمليها الشرق في هذه المرة على نحو جديد ... فقد يتسع لها عالم الروح إن لم يتسع لها عالم الفكر والعلم، أو عالم الحكم والسلطان.
الاجتماع والسياسة
شاع التعليم الحديث في الشرق كما شاعت فيه القدوة المعيشية بكثير من مظاهر الحضارة الأوروبية، وكان لشيوعهما معا فعل سرع في بعض آداب الاجتماع ومقوماته، تقابلت فيه المحاسن والمساوئ، على حكم العادة المألوفة في كل تغير سريع. وقلما يقع التغير في العرف الاجتماعي دون أن تبدو آثاره ومصاحباته في الأسرة، وفي العادات العامة، وفي العلاقة بين الطبقات.
Shafi da ba'a sani ba