شرف الدين مات يا شهدي! شيله على كتافك. الملاك اللي رفض إنه يبات ليلة واحدة خارج المصنع، كان بيسهر عليكم ويشيلكم واحد ورا واحد، شيله يا شهدي في عينيك. شرف الدين كان مؤمن بشيء غير موجود، وعمره ما فقد إيمانه، كان عايش في وهم. الدكتور فهيم ما يكدبش، مافيش زرقا يعني مافيش زرقا، والزرقا عمالة تنهش في لحم العمال، والزرقا عايشة في المصنع، عايشة وعمالة تكبر وتترعرع، والميكروب عايش ويترعرع، والملاك الطاهر مات، ربنا رحمه واستريح. شرف الدين استريح يا شهدي، إنما أنا ... أنا اللي عايش وتعبان، أنا اللي خلاص بقيت مش مؤمن بحاجة خالص، دنيا وحشة وكلهم كدابين ... كلهم كدابين. أنا مش مؤمن بحاجة يا شهدي، مش مؤمن حتى بنفسي، أنا عارف إنها الزرقا وساكت، أيوة ساكت ومقدرش أقول. اشمعنى أنا دونا عن الكل اللي أقول! عاوز ولادي يا شهدي يعيشوا وياكلوا ويروحوا المدارس، ولادي هم السبب يا شهدي، هم السبب، يمكن لو ماكنش عندي ولاد يمكن كنت أقول. لكن برضه ما اعرفش، أنا بأخاف يا شهدي، أنا جبان (يبكي) . (شهدي يواسيه.)
شهدي :
ماتعملش في نفسك كده يا دكتور توفيق.
توفيق :
دي كانت آخر فرصة يا شهدي، شرف الدين كان آخر أمل، خلاص الفرصة راحت والأمل راح.
شهدي (في عزم) :
لا ما راحش، الأمل ما راحش، فيه فرصة طول ما احنا عايشين، طول ما فينا نفس، طول ما فينا نفس فيه فرصة وفيه أمل ... فيه! فيه! فيه! (ظلام)
المشهد الثالث (شهدي راقد على الأرض في زنزانته، السجان يضربه بالسوط.)
شهدي (يصيح) :
فيه!
Shafi da ba'a sani ba