At-Tawdih ar-Rashid fi Sharh at-Tawhid
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Nau'ikan
الشَّرْحُ
- لَمْ يَجْزِمِ المُصَنِّفُ ﵀ فِي التَّرْجَمَةِ بِأَنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ شِرْكٌ - كَمَا ذَكَرَ عَنِ التَّمِيْمَةِ فِي البَابِ السَّابِقِ - لِأَنَّ الرُّقَى مِنْهَا مَا هُوَ جَائِزٌ مَشْرُوْعٌ وَمِنْهَا مَا هُوَ شِرْكٌ، وَالتَّمَائِمُ مِنْهَا مَا هُوَ مُتَّفَقٌ عَلِيْهِ أَنَّهُ شِرْكٌ وَمِنْهَا مَا قَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِيْهِ هَلْ هُوَ مِنَ الشِّرْكِ أَمْ لَا.
- (الرُّقْيَةُ): بِالضَّمِّ: العُوْذَةُ. (١)
- قَوْلُهُ (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ): (أَلُّ) التَّعْرِيْفِ هُنَا لِلاسْتِغْرَاقِ فِي جَمِيْعِ الأَنْوَاعِ، وَخَصَّ الدَّلِيْلُ مِنَ الرُّقَى مَا خَلَا مِنَ الشِّرْكِ كَمَا فِي الحَدِيْثِ (لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ شِرْكٌ). (٢)
- شُرُوْطُ الرُّقَى: أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى بِثَلَاثَةِ شُرُوْطٍ: (٣)
١) أَنْ تَكُوْنَ بِكَلَامِ اللهِ تَعَالَى أَوْ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.
٢) أَنْ تَكُوْنَ بِاللِّسَانِ العَرَبِيِّ أَوْ بِمَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ.
٣) أَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الرُّقْيَةَ لَا تُؤَثِّرُ بِذَاتِهَا بَلْ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى.
- كَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ إِذَا اخْلَوْلَقَ (بَليَ) الوَتَرُ أَبْدَلُوْهُ بِغَيْرِهِ وَقَلَّدُوا بِالقَدِيْمِ الدَّوَابَ اعْتِقَادًا مِنْهُم أَنَّهُ يَدْفَعُ عَنِ الدَّابَّةِ العَيْنَ. (٤)
- قَوْلُهُ (فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيْءٌ مِنْهُ): هَذَا مِنَ الأَلْفَاظِ الَّتِيْ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذَا الفِعْلَ مِنَ الكَبَائِرِ.
- النَّهْيُ عَنْ عَقْدِ اللِحْيَةِ يُفَسَّرُ عَلَى وَجْهَيْنِ:
١) أَنَّهُ مِنْ زِيِّ العَجَمِ عِنْدَ الحَرْبِ لِلتَّكَبُّرِ.
٢) أَنَّ مَعْنَاهُ مُعَالَجَةُ الشَّعْرِ لِيَتَعَقَّدَ وَيَتَجَعَّدَ، وَذَلِكَ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ التَّأْنِيْثِ. (٥)
- النَّهْيُ عَنِ الاسْتِنْجَاءِ بِالرَّوْثِ وَالعِظَامِ سَبَبُهُ:
١) أَنَّهُ زَادُ الجِنِّ المُسْلِمِ. (٦)
٢) أَنَّهُمَا لَا يُطَهِّرَانِ. (٧)
- قَوْلُهُ (مَنْ قَطَعَ تَمِيْمَةً مِنْ إِنْسَانٍ؛ كَانَ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ) هُوَ لِسَبَبِيْنِ:
١) أَنَّهُ أَعْتَقَهُ مِنْ عُبُوْدِيَّةِ غَيْرِ اللهِ.
٢) أَنَّهُ أَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، لِكَوْنِ الشِّرْكِ لَا يُغْفَرُ.
_________
(١) قَالَهُ فِي القَامُوْسِ المُحِيْطِ (ص١٢٨٩).
(٢) مُسْلِمٌ (٢٢٠٠) عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ مَرْفُوْعًا.
(٣) قَالَهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (١٩٥/ ١٠).
(٤) قُلْتُ: فَمَا أَشْبَهَهُ بِتَمِيْمَةِ النَّعْلِ البَالِيْ الَّذِيْ يُوْضَعُ خَلْفَ السَّيَّارَاتِ اليَوْمَ.
(٥) قَالَهُ الخَطَّابِيُّ ﵀. اُنْظُرْ كِتَابَ (فَتْحُ البَارِي) لِلحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ ﵀ (٣٥١/ ١٠).
(٦) فِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ (٤٥٠) عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ ﵁ مَرْفُوْعًا (لَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ) أَيْ: الجِنِّ، كَمَا هُوَ سِيَاقُ الحَدِيْثِ.
(٧) رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (١٥٢) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ أَوْ بِعَظْمٍ وَقَالَ: (إِنَّهُمَا لَا تُطَهِّرَان). وَقَالَ: (إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ).
1 / 43