لذة الأمومة معنى قدسي، وسر خفي، وحال كمناعم الخلد ولذاتهن ليس منا إلا من قرأه في تلك العيون التي رعتنا في المهود صغارا، وسهرت علينا في فراش المرض كبارا.
الكاتب العمومي
تمثال من الجهل العام صنعته القرون والأجيال، حفاره عبث الحاكم، وطينته غفلة المحكوم، وهو الأمية على قارعة الطريق، لا يجمعه والحضارة مكان.
الحياة وهم ولعب
الحياة توهم، عشنا بالوهم الزمن الرغد، وعشنا بالوهم الزمن النكد؛ طاف بنا الوهم على السعادة أحيانا، ومر بنا على الشقاء آنا فآنا؛ وبالوهم عادينا، وبالوهم والينا، وبالوهم مرضنا، وبالوهم تداوينا؛ حتى إذا جاءت سكرة الموت كان ذلك أول العهد بالحقيقة؛ والحياة لعب، قضينا الطفولة باللعب، وقطعنا الشباب ملاهي وملاعب، ولعبنا في ظل المشيب؛ حتى إذا جاءت سكرة الموت؛ كان ذلك أول العهد بالجد.
العلم
شعار الأمم وفخارهم، اتخذ الناس في شباب الدول الأعلام ولا يزالون في ظل هذه الحضارة الكبرى يبلغون في محبة العلم وإجلاله إلى التقديس، فهو - حيث يخطر وحيث يخفق - شبح الوطن المنظور، وماضيه المنشور، وتاج الرءوس كلها، وقبلة الوجوه جميعا؛ إذا نشر في السلم خلع على أيامها الجمال، وكسا مواكبها المهابة والجلال؛ وإذا رفع في الحرب كان نظم الصفوف وألفة القلوب ومثار الحماس وداعيا لتضحية، وسحب النسيان على الأحقاد، وحسم ما اشتهته الأعاد. منديل طالما رفع على أيد الآباء فكفكفوا به دمع الحزن، وتلقوا فيه دمع الفرح، ضحكوا وراءه كثيرا في نصيبين، وقعدوا حوله في عرس، وبكوا حوله كثيرا في التل الكبير وقاموا وراءه في مأتم.
فيا أيها العلم الأخضر؛ كديباجة السلم أو كظلال الخصب، المستعير الهلال غزة، المفصل بنجوم السعد، الموسوم بالحضارة من عهد خوفو ومينا، المحلى بالفتح من زمن ابن العاص، النابه الأيام والوقائع بين يدي إبراهيم، لا زلت ترفع لمجد، ولا زالت الأجيال تتلقاك يمينا، ولا نشرت إلا في حق؛ ولا طويت إلى على حق.
ويا ابن مصر على قدم؛ حي العلم!
السجع
Shafi da ba'a sani ba