162

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الطبعة الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Nau'ikan

وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)﴾ . ــ " ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ " الرب هو: المالك، والعالمين جمع عالَم، وهو: ما سوى الله ﷿ من المخلوقات، فكل المخلوقات ربها واحد، هو الله ﷾، لكن قد يُقال لمالك الشيء: ربه، مثل: رب البيت، رب الحاجة، رب السيارة، رب الدراهم، وهذا مقيّد، أما إذا قلت الرب، أو رب العالمين، فهذا لا يكون إلاّ لله ﷾. أما هذه الأصنام وهذه الأوثان، فلا تستحق العبادة لأنها مملوكة لله ﷾، ومعبدة لله ﷾، والعبد لا يُعبد، حتى ولو كان من أشرف العباد كالملائكة والرسل والأولياء، كلهم عبيد لله ﷾. وذكر عبادتين عظيمتين: الصلاة والنُّسُك، لأن الصلاة عبادة بدنيّة، والنُّسُك عبادة ماليّة، وهي من أفضل العبادات المالية. قال: " ﴿وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ﴾ " أمرني ربي ﷾، فدلّ على أن العبادات توقيفيّة، لا يصلح منها شيء إلاَّ بأمر الله ﷾. ثم قال: " ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ " أي: من هذه الأمة، فالأوليّة هنا نِسْبِيَّة، وإلاَّ فالرسل والمؤمنون من قبل النبي ﷺ كلهم مسلمون، بمعنى أنهم مخلصون العبادة لله ﷿. والإسلام هو الاستسلام لله بالتّوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله، هذا هو الإسلام، وهذا دين جميع الرسل- عليهم الصلاة والسلام، فقوله: " ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ " أي: من هذه الأمة. كما أنّ الآية- أيضًا- تدلّ على أن الرسول أول من يبادر إلى امتثال أمر الله ﷾، وأنه لا يتأخر عن امتثال أمر الله ﷾، فكذلك يجب على المسلم أن لا يتأخر عن الامتثال والمبادرة إذا أمره الله بشيء يكون من أول من يفعل ذلك، فمن أمر بشيء من المعروف والطاعة، فإنه يجب عليه أن يكون أول من يفعله. قال: "وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)﴾ " هذا أمر من الله لنبيه أن يُخلص الصلاة لله ﷿، وأن يخلص النحر- وهو: الذبح- لله ﷿. قالوا: وهذا شكر لله ﷾ لما أعطاه الكوثر، فإن الله ﷾ أمره أن يشكره على

1 / 166