138

Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism

إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الطبعة الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م

Nau'ikan

وفي رواية: "من تَعَلَّق تَمِيمَة؛ فقد أشرك". ــ خوفًا وهمًّا وحزنًا وضعفًا وخورًا، بعكس الموحّدين المعتمدين على الله، فتجدونهم أقوى الناس عزيمة وأقوى الناس عملًا، وتجدونهم لأن أيضًا- في أمن واستقرار وانشراح الصدور، لأنهم يؤمنون بالله ﷿ وحده، ويعلّقون آمالهم بالله ﷿، والله يكفيهم ﷾: ﴿قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ . وقوله: "ومن تعلق وَدْعَة؛ فلا وَدَع الله له" الوَدْع: شيء يُستخرج من البحر، يشبه الصّدف، يعلقونه على صدورهم أو على أعناقهم أو على دوابهم يتقون به العين. "فلا وَدَعَ الله له" أي: لا تركه في دَعَة وسُكُون وراحة، بل سلّط عليه الهموم والأحزان والوساوس والأعداء حتى يُصبح في قلق وهمّ وغمّ دائم، وهذا دعاء من الرسول ﷺ بأن يسلب الله راحته واستقراره وأمنه، ويصبح في خوف وهمّ وقلق دائم، يخاف من كل شيء، إلى أن يتوب إلى الله ﷾، وهذا ظاهر في كل من يتعاطون هذه الأشياء، تجدونهم من أشد الناس قلقًا وهمًّا وخوفًا وتوقُّعًا للمكروه في كل لحظة ومن كل شخص. قال: "وفي رواية" يعني: للإمام أحمد ﵀. "من تعلّق تَمِيمَة؛ فقد أشرك" هذه فيها زيادة على دعاء الرسول ﷺ عليه بأنه قد أشرك، فهذا تصيبه مصيبتان: مصيبة دعوة الرسول ﷺ عليه، والمصيبة الثانية في عقيدته، وهي أنه قد أشرك بالله ﷿ باتخاذ هذا الشيء، وهذا هو الشاهد من الحديث للباب، لان الباب: "باب من الشرك تعليق الحلْقة والخيط ونحوهما". فإن قلت: ما نوع هذا الشرك؟، هل هو الشرك الأكبر، نقول: فيه تفصيل إن كان يرى أنها تقيه من دون الله فهذا شرك أكبر. وإن كان يعتقد أنها سبب فقط والواقي هو الله ﷾ فهذا شرك أصغر لأن الله لم يجعل هذه الأشياء سببًا.

1 / 142