Assisting the Beneficiary by Explaining the Book of Monotheism
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الطبعة الثالثة
Shekarar Bugawa
١٤٢٣هـ ٢٠٠٢م
Nau'ikan
وعن ابن عباس ﵁ أن رسول الله لما بعث معاذًا إلى اليمن، قال له: " إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلاَّ الله".
ــ
قوله: "بعث معاذًا" البعث معناه: الإرسال.
"إلى اليمن" القُطر المعروف، جنوب الجزيرة، سُمِّيَ باليمن لأنه يقع أيمن الكعبة، والشام سُمِّيَ بالشام لأنه يقع شاميَّ الكعبة.
وكان بعث معاذ في السنة العاشرة، وقيل: في آخر السنة التاسعة قبل وفاته ﷺ. أرسل قاضيًا ومعلّمًا وداعيًا إلى الله ﷿، ينوب عن الرسول ﷺ في هذه المهمات.
فهذا أولًا: فيه مشروعية إرسال الدعاة إلى الله ﷿، وأنه سنة نبوية.
وثانيًا: فيه فضيلة لمعاذ ﵁، حيث إن النبي ﷺ اختاره لهذه المهمة العظيمة، مما يدل على فضله وعلمه، لأن الرسول لا يرسل إلاَّ من توفّرت فيه الشروط المطلوبة، وقد توفّرت في معاذ ﵁، وكان أعلم الناس بالحلال والحرام.
وفيه- أيضًا- العمل بخبر الواحد، لأن الرسول ﷺ أرسل معاذًا وحده.
وهذا يدل على أنه يعتمد خبر الواحد ولا يشترط التواتر- كما يقوله بعض الضُّلاّل-، يقولون: أمور العقائد لا يقبل فيها خبر الواحد. والرسول ﷺ اكتفى بخبر الواحد، فأرسل معاذًا إلى اليمن يدعو إلى الله ويعلم التّوحيد، وهكذا، ما كان الرسول يُرسل رسله جماعات وإنما كان يرسلهم أفرادًا، كما بعث عليًّا، وبعث معاذًا، وبعث أبا عبيدة بن الجرّاح، وهذا يدل على قبول خبر الواحد في أصول الدين وفروعه، وأما ما قاله علماء الكلام فهو باطل.
"قال له: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب" هذا فيه وصية الإمام لمندوبه حينما يرسله، أنه يخط له المنهج، ويرسم له الطريق الذي يسير عليه، وهذه سنة الرسول ﷺ في بعوثه، أنه إذا أرسل جيشًا أو سَرِيَّة يوصيهم.
"أهل الكتاب" أهل الكتاب المراد بهم: اليهود والنصارى، سُمُّوا أهل الكتاب لأن الله أنزل عليهم التوراة والإنجيل، التوراة على موسى ﵇ والإنجيل على عيسى - عليهما الصلاة والسلام-، فسُمَّيَ أتباع الرسولين بأهل الكتاب، فرقًا بينهم وبين الوثنيين، الذين ليس لهم كتاب، ولا يؤمنون بالرسل.
1 / 106