95

Asirai na Bayyana

أسرار معلنة

Nau'ikan

قالت: «كايدوالا. إيجفريث. هذه لم تعد من الأسماء المتداولة اليوم.»

كانت جيل تحاول أن تتذكر أي العصور أو القرون كانت مظلمة، لكن جهلها لم يسبب لها حرجا. كليتا كانت تسخر من كل هذه الأشياء على أية حال.

قالت كليتا وتهجت الاسم: «أيلفلاييد.» ثم قالت: «أي بطلة تدعى أيلفلاييد؟»

عندما راسلت كليتا ويل، الأرجح أنها كتبت عن أيلفلاييد وإيجفريث، لا عن جيل. لم تقل: «جيل هنا، وتبدو رائعة الجمال في منامتها الصيفية الرمادية الحريرية، وهي غاية في اللباقة»، وتبادر بالكثير من التعليقات التي تنم عن سرعة البديهة. ولا يختلف ذلك عما تصرح به لجيل نفسها إذ تقول: «تساورني الشكوك حيال العاشقين. عندما أقرأ ما بين السطور، لا يسعني إلا أن أتساءل ما إذا كانت خيبة الأمل بدأت تتسلل إليكما ...»

عندما التقت جيل كلا من ويل وكليتا، حسبتهما أشبه بشخصيتين خياليتين في كتاب؛ ابن يعيش مع أمه راضيا بهذا العيش، كما هو واضح، وهو في منتصف العمر. شهدت جيل حياة حافلة بالطقوس؛ حياة عابثة وجديرة بالغبطة، أقل ما فيها نعمة العزوبية والأمان. ما زالت ترى بعض هذه الأشياء حتى الآن، ولو أن ويل لم يستقر بالبيت دوما؛ فهو ليس عازبا ولا يخفي مثلية جنسية. سافر لسنوات طوال، وانشغل بحياته الخاصة - حيث كان يعمل بالمجلس الوطني للأفلام ومؤسسة الإذاعة الكندية - ولم يتخل عن تلك الحياة إلا مؤخرا ليعود إلى مدينة والي، ويعمل بالتدريس. ما الذي جعله يتخلى عن حياته تلك؟ قال: أسباب عادية؛ انتهازيون هنا وهناك، بناء الإمبراطوريات، الإرهاق.

زارت جيل مدينة والي صيفا في السبعينيات، وكان عشيقها الذي كانت بصحبته آنذاك متخصصا في بناء القوارب، وكانت هي تبيع الملابس التي تحيكها بنفسها؛ عباءات مزخرفة، وقمصانا ذات أكمام منتفخة، وتنانير طويلة ذات ألوان براقة. حصلت على مكان مخصص لها في الجزء الخلفي من محل الهدايا المصنوعة يدويا عندما حل الشتاء، وتعرفت على إجراءات استيراد العباءات الجنوب أمريكية، والجوارب السميكة من بوليفيا وجواتيمالا، وعثرت على نساء محليات يساعدنها في حياكة السترات. وذات يوم، استوقفها ويل على قارعة الطريق، وطلب منها أن تساعده في تصميم الملابس للمسرحية التي يعدها - «النجاة بشق الأنفس». انتقل عشيقها إلى فانكوفر.

صرحت لويل ببعض الأمور المتعلقة بها في بداية علاقتهما؛ خشية أن يحسب أنها الاختيار المثالي لبناء أسرة نظرا لقوامها القوي وبشرتها الوردية وجبينها الرقيق العريض. قالت له إنها أنجبت من قبل، وبينما شرعت هي وعشيقها في نقل بعض الأثاث في شاحنة مستأجرة، من خليج ثاندر إلى تورونتو، تسربت أبخرة أول أكسيد الكربون بما يكفي لإصابتهم بالدوار، والقضاء على الرضيع الذي لم يزد عمره على سبعة أسابيع، وبعدها أقعد جيل المرض؛ حيث أصيبت بالتهاب في الحوض، وقررت ألا تنجب في المستقبل. كان الإنجاب صعبا بالنسبة إليها على أية حال؛ لذا فقد خضعت لعملية استئصال الرحم.

أعجب ويل بها، وأبدى لها إعجابه. لم يجد في نفسه رغبة في أن يقول: «يا للمأساة!» ولم يوح - حتى ولو على نحو عارض - أن وفاة الرضيع جاءت نتيجة القرارات التي اختارتها جيل. كان مفتونا بها آنذاك؛ فقد رآها شجاعة وسخية وواسعة الحيلة وموهوبة. كانت الملابس المسرحية التي صممتها وصنعتها لأجله مثالية، بل عجيبة أيضا. كانت جيل تعتقد أن رأيه فيها وفي حياتها ينطوي على براءة تمس القلب، وبدا لها أنها بعيدا عن كونها منطلقة وسخية، كثيرا ما كانت قلقة ويائسة، وأنها أمضت فترة طويلة منشغلة بغسل الملابس، والقلق بشأن المال، وتسرب إليها شعور بأنها تدين بالكثير لأي رجل يرتبط بها. لم تظن أنها واقعة في حب ويل آنذاك، لكنها كانت معجبة بوسامته؛ بقوامه المفعم بالحيوية، المنتصب لدرجة توحي للناظر بأنه أطول مما هو عليه فعلا، ورأسه الشامخ، وجبهته العريضة اللامعة، وشعره الرمادي الأجعد. كانت تروق لها مشاهدته أثناء البروفات، أو أثناء حواره مع طلابه فحسب. كم بدا بارعا ومقداما كمخرج! وكم بدا قوي الشخصية وهو يسير في ردهات المدرسة الثانوية أو يقطع شوارع مدينة والي! إضافة إلى ذلك، مشاعر الإعجاب المستترة التي كان يكنها لها، واحترامه لها كعاشق، والجمال الأخاذ لبيته وحياته مع كليتا، كل ذلك جعل جيل تشعر وكأنها تلقى ترحابا فريدا من نوعه في مكان ربما لم يكن لها الحق في التواجد فيه أصلا. لم يكن ذلك مهما آنذاك؛ فقد كانت لها اليد العليا.

متى إذن فقدت سيطرتها على الأمور؟ عندما اعتاد معاشرتها؟ عندما انتقلا للعيش معا؟ عندما أنجزا أعمالا كثيرة بالكوخ المتاخم للنهر، واتضح أنها تفوقه براعة بكثير في هذا الضرب من الأعمال؟

هل كانت من نوعية الأشخاص الذين يؤمنون بأن شخصا ما يجب أن يمتلك زمام الأمور؟

Shafi da ba'a sani ba