وستتلقى الصحيفة أيضا رسائل من ماري جونستون تفسر فيها لم كانت تتصرف هكذا، وستشرح لم كانت تتصرف هكذا يوم الأحد المشئوم. وفي نهاية المطاف، سيتعين على رئيس التحرير أن يخبرها بأن هيذر بيل طواها النسيان، وأن المدينة لا تود فحسب أن يعلق ذكرها بهذه القصة، وأنه إذا قدر لرحلات التسلق أن تنتهي، فهذه لن تكون نهاية العالم، وأنه لا يسعنا أن نجتر القصة إلى الأبد.
ما زالت مورين شابة، ولو أنها لا تعتقد ذلك، وما زالت الحياة تفتح لها ذراعيها. ستشهد وفاة زوجها أولا - التي باتت وشيكة - وستتبع وفاته زيجة أخرى، وأماكن وبيوت جديدة. في مطابخ على بعد مئات وآلاف الأميال، سترى انعكاس صورة بشرتها الناعمة على ظهر ملعقة خشبية، وستتذبذب ذاكرتها، لكنها لن تكشف لها عن تلك اللحظة التي تبدو فيها وكأنها تطلع على سر علني؛ شيء لا يدعو إلى الذهول إلا عندما تفكر في إطلاع الآخرين عليه.
فندق جاك راندا
أبطأت الطائرة من سرعتها على المدرج في هونولولو، وترنحت وانحرفت إلى العشب وتعثرت بعض الشيء حتى توقفت تماما. بدا أنها توقفت على بعد بضع ياردات من المحيط. بداخلها ضحك الركاب جميعا. في البداية خيم الصمت، ثم تبعته الضحكات. انفجرت جيل في الضحك، وبعدها أخذ الجميع يتعارفون. إلى جوار جيل، جلس لاري وفيليس من سبوكين.
لاري وفيليس سيشاركان في بطولة الجولف للاعبين الذين يستخدمون يدهم اليسرى، والتي كانت ستقام في فيجي، شأنهما شأن غيرهما من الأزواج على متن هذه الطائرة. لاري هو لاعب الجولف الأعسر، وفيليس زوجته التي ترافقه لمشاهدة البطولة وتشجيعه والاستمتاع بوقتها.
يجلس ركاب الطائرة - جيل ولاعبو الجولف العسر - ويقدم إليهم الغداء في علب أشبه بعلب أطعمة الرحلات الخلوية. لا مشروبات. الحر شديد. إعلانات مازحة ومربكة تصدر من مقصورة الطائرة: «نعتذر عن المشكلة الحالية. لا شيء يستدعي القلق، ولكن يبدو أننا سنعاني من الحر لفترة أطول.» تعاني فيليس صداعا بشعا بينما يحاول لاري التخفيف من وطأة ما تشعر به من خلال الضغط بأصابعه على نقاط محددة على رسغها وكفها.
تقول فيليس: «لا جدوى، كان من الممكن أن أكون بصحبة سوزي الآن في نيو أورلاينز.»
يقول لاري: «يا للمسكينة!»
يلفت انتباه جيل البريق الأخاذ للخواتم الماسية بينما أبعدت فيليس يدها. حدثت جيل نفسها؛ زوجات يرتدين خواتم ماسية ويعانين من الصداع. ما زالت هذه عادتهن؛ الناجحات منهن تلك عادتهن. لديهن أزواج بدناء. ولاعبو جولف عسر مصرون على أن يسلكوا مسارا دائما من الإشباع والإمتاع.
في نهاية المطاف، تم إنزال الركاب المتجهين إلى سيدني - لا إلى فيجي - من الطائرة، وسيقوا إلى مبنى الركاب حيث تركهم مرشد رحلتهم الجوية، فجالوا في المكان يبحثون عن أمتعتهم ويمرون عبر الجمارك في محاولة لإيجاد مكان شركة الطيران التي من المفترض أن تحترم اتفاقها معهم. في مرحلة ما، بادرتهم بالترحيب لجنة من أحد فنادق الجزيرة لا يكف أعضاؤها عن الغناء بلغة أهل هاواي وإلقاء الزهور حولهم. ولكن، أخيرا، وجدوا أنفسهم على متن طائرة أخرى. تناولوا الطعام، واحتسوا المشروبات، وخلدوا إلى النوم. امتدت الطوابير المتجهة إلى المراحيض، وامتلأت الممرات بالبقايا، وتوارت المضيفات عن الأنظار في حجيراتهن وطفقن يثرثرن عن الأطفال والعشاق. وبعدها تسلل ضوء النهار المزعج، وتجلى الساحل الرملي الأصفر لأستراليا على مسافة بعيدة أسفل الطائرة، واختلفت المنطقة الزمنية، وحتى أكثر الركاب أناقة وأحسنهم مظهرا، بدا عليهم الإنهاك والتراخي والخمول بسبب الرحلة الطويلة في أرخص مكان بالطائرة. وقبل أن يتمكنوا من مغادرة الطائرة، تعرضوا لهجوم جديد؛ رجال مشعرون يرتدون سراويل قصيرة تدفقوا إلى الطائرة، وطفقوا يرشون كل شيء بمبيدات الحشرات.
Shafi da ba'a sani ba