19

Asirai na Bayyana

أسرار معلنة

Nau'ikan

قال آرثر: «زوجته طلبت مني إعادتها.»

التقطت كل كتاب على حدة، وهزته وكأنها تتوقع أن ثمة شيئا سيسقط منه، ومررت أصابعها بين الصفحات. كان الجزء السفلي من وجهها يتحرك بطريقة غير مستحسنة، وكأنها كانت تمضغ وجنتيها من الداخل.

قال آرثر: «تخميني أنه أخذها معه إلى البيت لما أحس برغبة في ذلك.»

بعدها بدقيقة قالت: «عذرا، ماذا قلت؟ أستميحك عذرا!»

كان يعتقد أن الحادث هو الذي أربكها. فكرة أن الرجل الذي مات تلك الميتة كان آخر من فتح هذه الكتب، وقلب هذه الصفحات، فكرة أنه ربما خلف جزءا من حياته في هذه الكتب؛ قصاصة من الورق أو شريطا لتنظيف الغليون وضعه لتمييز الصفحات، أو حتى بعض شذرات التبغ. كان هذا ما أربكها.

قال: «على أية حال، أتيت إلى المكتبة لإعادة هذه الكتب.»

انصرف عن مكتبها لكنه لم يغادر المكتبة في الحال، فهو لم يدخل المكتبة منذ سنين. ها هي صورة أبيه معلقة بين النافذتين الأماميتين حيث كانت دوما.

إيه في دود، مؤسس مصنع دود للأرغن، وراعي هذه المكتبة المؤمن بالتقدم والثقافة والتعليم، صديق مخلص لمدينة كارستيرز والعمال.

كان مكتب أمينة المكتبة في الممر الواصل بين الغرفتين الأمامية والخلفية، وكانت الكتب موضوعة على الأرفف المقسمة إلى صفوف في الغرفة الخلفية. كانت ثمة مصابيح مظللة باللون الأخضر لها حبال تشغيل طويلة تتدلى في الممرات التي بين الأرفف. تذكر آرثر أن ثمة مسألة أثيرت منذ عدة سنوات باجتماع مجلس الإدارة بشأن شراء لمبات بجهد 60 واط بدلا من 40 واط. أمينة المكتبة هذه هي التي تقدمت بهذا الطلب، وأجيب طلبها.

في الغرفة الأمامية، كانت الصحف والمجلات على أرفف خشبية، وبعض الطاولات الدائرية الثقيلة تحيط بها مقاعد بحيث يستطيع الناس الجلوس إلى الطاولات والقراءة، علاوة على صفوف من الكتب الداكنة الكبيرة وراء الزجاج، ربما كانت قواميس وأطالس وموسوعات. نافذتان عاليتان جميلتان تطلان على الشارع الرئيسي، وصورة والد آرثر معلقة بينهما. ثمة صور أخرى مبعثرة في أنحاء الغرفة ومعلقة على ارتفاع أعلى من اللازم، ومعتمة جدا، وتعج بعدد هائل من الشخصيات لدرجة تجعل من الصعب على الناظر إليها استبيانهم بسهولة . (لاحقا، عندما أمضى آرثر ساعات عديدة في المكتبة، وناقش محتوى هذه الصور مع أمينة المكتبة، علم أن واحدة منها كانت تمثل معركة فلودن حيث كان ملك اسكتلندا ينطلق نزولا من تل عال نحو حجاب كثيف من الدخان، وأخرى لجنازة للفتى ملك روما، وثالثة للشجار الذي نشب بين أوبيرون وتيتانيا من مسرحية «حلم ليلة صيف».)

Shafi da ba'a sani ba