13

Asirai na Bayyana

أسرار معلنة

Nau'ikan

قالت: «لا أريدك أن تحسبني غبية. أنا لست غبية وعديمة الخبرة كما تصورني هذه القصة.» «حقا لا أحسبك غبية أبدا.» «ولكن، ربما تراني عديمة الخبرة؟»

حدث نفسه أن هذا هو النمط المعتاد، فبمجرد أن تفرغ امرأة من قص قصة عن نفسها، تنتقل إلى قصة أخرى. يشوش الخمر على عقولهن فيغيب عنهن تماما التعقل في الأمور.

سبق أن وضعت ثقتها فيه إذ أسرت إليه بأنها كانت مريضة بمستشفى، وأخبرته أنها وقعت في حب طبيب في ذلك المستشفى الذي كان مقاما في بقعة جميلة أعلى جبل هاميلتون، وجرت عادتهما على اللقاء هناك إلى جوار أروقة الممشى المحاطة بأسيجة. طبقات من الصخور الجيرية شكلت درجا، وفي البقاع المحتجبة كانت ثمة نباتات من غير المعتاد أن يراها المرء في أونتاريو؛ كنبات الأزالية، ونبات الوردية، ونبات الماغنوليا. كان الطبيب ملما ببعض المعلومات عن النباتات، وأخبرها أن هذا هو الكساء النباتي الكاروليني؛ نباتات مختلفة كل الاختلاف عن تلك الموجودة هنا، وأكثر كثافة من حيث الإزهار. وثمة بعض البقاع التي تمثل غابات صغيرة أيضا وتحفل بأشجار بديعة المنظر، ومسارات تحتمي بالأشجار؛ أشجار الزنبق.

قال جيم فراري متعجبا: «زنبق؟! زنبق على الأشجار!» «لا، لا. هذا وصف لشكل أوراقها!»

سخرت منه بتحد، ثم عضت شفتها. رأى من المناسب أن يستمر في الحوار فقال: «زنبق على الأشجار!» بينما أكدت هي بالنفي، وقالت إن الأوراق هي التي تتخذ شكل الزنبق، وأخبرته أنها لم تقل ذلك قط، وأن عليه أن يكف عن ذلك! وطغت عليهما حالة من التقييم الحذر جدا - كان يعرفها تمام المعرفة ويتمنى فقط أن تدركها هي - حالة حافلة بمفاجآت سارة، وإيماءات شبه ساخرة، وآمال جريئة، ونوع قدري من الحنان.

قال جيم فراري: «كل هذا لنا وحدنا. لم يحدث ذلك من قبل، أليس كذلك؟ وربما لن يحدث مجددا.»

سمحت له بأن يمسك يديها، ويساعدها على النهوض من كرسيها، وأطفأ مصابيح غرفة الطعام بينما كانا يخرجان منها. صعدا الدرج الذي كثيرا ما صعده كل منهما منفردا، وتجاوزا صورة الكلب الواقف عند قبر سيده، وصورة هايلاند ماري وهي تنشد في الحقل، وصورة الملك العجوز بعينيه الجاحظتين، وبهيئته التي تنم عن الانغماس في الملذات والشبع حتى التخمة.

أخذ جيم فراري ينشد أو يهمهم وهما يرتقيان الدرج: «الليلة يخيم الضباب، وقلبي في حالة رهاب.» وضع يده بثقة على ظهر لويزا، وقال وهو يوجهها عند منعطف الدرج: «كل شيء بخير، كل شيء بخير!» وعندما صعدا الجزء الضيق من الدرج وصولا إلى الطابق الثالث، قال: «لم يسبق لي أن صعدت بهذا القرب من السماء في هذا المكان!»

لكن، في فترة متأخرة من الليل، أصدر جيم فراري أنينا ختاميا واستيقظ ليوبخ لويزا، وكان النعاس لا يزال يغالبه: «لويزا، لويزا، لماذا لم تخبريني أن الوضع كان هكذا؟»

قالت لويزا بصوت خافت متردد: «أخبرتك بكل شيء.»

Shafi da ba'a sani ba