106

Asirai na Bayyana

أسرار معلنة

Nau'ikan

عدد من المارة في الشارع، لكن أحدا لا يود أن يتوقف، لا يريد أحد أن يراه الناس محدقا في المصاب. يريدون النظر، ويحجمون عنه.

قالت جيل: «هل أركب معه؟ من الواضح أنه لا يود أن يترك يدي.»

قال أحد المسعفين: «الأمر راجع إليك.» فركبت معه (حقيقة الأمر أنها جرت جرا إلى داخل السيارة بفعل قبضته القوية تلك). يضع المسعف كرسيا صغيرا لها. تغلق بوابة السيارة وتنطلق صافرة إنذارها بينما تبتعد عن البناية.

عبر نافذة الباب الخلفي، ترى ويل. كانت بناية واحدة تفصله عن ميرامار التي كان يقصدها؛ يرتدي سترة ذات لون فاتح وأكمام قصيرة، وسروالا يتماشى مع لون سترته - على الأرجح بذلة سفاري. تفشى الشيب في شعره أكثر، أو لعل الشمس هي التي أفقدته لونه، لكنها تعرفت عليه على الفور. ستظل تعرفه، وستظل دوما تنادي عليه كلما وقعت عيناها عليه، كحالها الآن؛ حيث حاولت حتى أن تقفز عن كرسيها، حاولت أن تفلت يدها من قبضة العجوز.

قالت للمسعف: «إنه ويل. آسفة، إنه زوجي.»

قال المسعف: «حسنا، من الأفضل ألا يراك وأنت تقفزين من سيارة إسعاف مسرعة.» وبعدها قال: «يا إلهي، ماذا حدث هنا؟» لدقيقة تقريبا تفحص العجوز، وسرعان ما رفع رأسه وقال: «مات!» قالت جيل: «ما زال ممسكا بيدي.» لكنها أدركت وهي تنطق عبارتها أن ذلك ليس بصحيح. منذ لحظة كان قابضا على يدها بقوة شديدة؛ بقوة تكفي لمنعها من القفز باتجاه ويل؛ والآن، هي التي تتشبث به. ما زالت أصابعه دافئة.

عندما رجعت من المستشفى، عثرت على الرسالة التي كانت تترقبها. «جيل، أعرف أنك هي.» •••

أسرعي، أسرعي. دفع إيجارها. يتعين عليها أن تترك رسالة للمدير. لا بد أن تسحب أموالها من البنك، وتنطلق إلى المطار، وتبحث عن طائرة. لا بأس إن تركت ملابسها؛ فساتينها المتواضعة المزخرفة زخارف باهتة، وقبعتها العريضة، ولا بأس إن ظل الكتاب الأخير الذي استعارته على الطاولة تحت صورة نبات الميرمية. لا بأس أن يظل مكانه، وتتراكم غرامات إعادته إلى المكتبة.

خلاف ذلك، ماذا سيحدث؟

ما أرادته حتما. ما تشعر برغبة قوية في الهروب منه فجأة وبلا شك.

Shafi da ba'a sani ba