حضرة الأمير نعيم بك صدقي
إن التي تعبدك تؤمل أن تكون قد صفحت عنها الصفح التام؛ ولهذا تنتظر في قاعة الاستقبال نعمة مقابلتك إياها مرة واحدة فقط في بقية حياتها.
جوزفين
ولما وصلت هذه البطاقة إلى الأمير كانت ماري عنده، فتناولتها منه بما صار لها عليه من الدالة، وقرأتها وقالت له: أتستقبلها؟! - ما رأيك؟ - لا أدري، أنت تعرف تأثير مقابلتها على مقامك وشرفك.
وكان في نية الأمير أن يستقبلها؛ لأن غضبه الحامي كان قد برد بعد سماعه كلام ماري جوتيه الآنف الذكر، وانشغاله بحبها الجديد، فلما ذكرت له الملاحظة الأخيرة استنكف أن يستدعي جوزفين ويستقبلها ... - إذن ماذا تظنين أني أجاوبها؟ - ما يمليه عليك قلبك. - إني واجد عليها. - فإذن اكتب لها رقعة تقصرها حتى لا تعود إليك وتخدش أذنك بتوسلاتها. - إنها لتوسلات كاذبة؛ لأن التي خانتني يوم كنت أعبدها، لا تخلص لي بتوسلها يوم أمقتها.
وعند ذلك جلس إلى مكتبه وكتب بالإفرنسية ما معناه:
إلى متى يا خائنة تخادعينني؟! عني، فما أنا ممن يغطون العار بالعار! إن جسرت على الدخول علي أو على التعرض لي أحرجتني إلى ارتكاب جناية!
وكانت ماري واقفة وراءه ويدها على كتفه تقرأ ماذا يكتب، فقالت له: إنك قاس جدا يا حبيبي نعيم، صرت أكره هذه المرأة لأجلك، ومع ذلك أشفق عليها من هذا الجواب المر بل المحرق. - ما أطيبك يا ماري! (وقبلها) ماذا ترين أن أكتب لها؟ - ليتك تكتب ما أملي عليك.
فجعلت تملي ما يأتي، وهو يكتبه:
حسبي ما تحملته من تعيير أهلي لي بسببك، فلا تحملينيه بعد، امضي بسلام وإلا أحرجتني إلى ما لا تحمد مغبته.
Shafi da ba'a sani ba