وتؤكد المصادر القديمة والدراسات الحديثة، أن الفرس أصيل في شبه الجزيرة العربية، لم يفد إليها من خارجها كما يدّعي بعض الدارسين، حيث يزعم أن الحصان الأصلي «نشأ خارج الجزيرة، ثم أدخل إلى فلسطين وسورية من الشمال الغربي لبلاد العراق إبان غزو المديانيين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، فقد أدخله الهكسوس الرعاة من سورية إلى مصر ومنها إلى الجزيرة العربية» (١).
ويردّ الباحث في دراسته القيمة، مؤكدا أن «هذا الرأي لا يستند إلى دليل، وهو مجرد ظن وتخمين، فقد ذهب العلماء الذين قاموا بدراسة التطورات الجوية والجيولوجية إلى القول بخصب الجزيرة العربية في الماضي السحيق، وأنها كانت مأهولة بالإنسان والحيوان، وأقاموا الأدلة الصحيحة على رأيهم بما وجدوه من محار في المناطق الصحراوية (الآن) يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ» (٢) ويخرج الباحث بعد استعراض الأدلة العلمية مستندة إلى الدراسات الأثرية والاجتماعية لطائفة من العلماء-إلى القول:
«وهكذا يتبين لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن الخيل الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير واليمن، تلك المناطق التي كانت وما زالت من أخصب وأطيب المناطق، وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد، استنادا إلى الأدلة العلمية التي قدمتها أحدث الكشوف الأثرية. .» (٣).
ما قيل في عروبتها
فإذا عدنا إلى نصوصنا القديمة في هذا، وجدناها تؤيد هذه النتيجة العلمية الحديثة.
_________
(١) وصف الخيل في الشعر الجاهلي عن فيليب حتي ص ٢٧.
(٢) السابق ص ٢٢ - ٢٣.
(٣) السابق ص ٣١.
1 / 14