وإذا تقرر ذلك، فيقول ابن الجوزي ومن تبعه: (أن الحديث الحسن ما كان فيه ضعف محتمل، كلام صحيح في نفسه، لكنه ليس على طريقة التعاريف، فإن هذه صفة الحديث) الحسن الذي يوصف بالحسن إذا اعتضد بغيره، حتى لو انفرد لكان ضعيفا، واستمر عدم الاحتجاج به، حتى إذا عضده عاضد ارتقى فحسن، بل (الحق ما) أن نقول: هو صفة الحسن مطلقا، أعم من أن يكون وصف بالحسن لذاته أو لغيره، فالحسن لذاته إذا عارض الصحيح كان مرجوحا، والصحيح راجحا، فضعفه بالنسبة إلى ما هو أرجح منه، والحسن لغيره: أصله ضعيف وإنما طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده، فاحتمل لوجود العاضد ولو لا العاضد لاستمرت صفة الضعف فيه كما تقدم. والله أعلم.
Shafi 67