قال في الصحاح: سرطت الشيء بالكسر أسرطه سرطا: بلعته، واسترطه أي ابتلعه، وفي المثل: لا تكن حلوا فتسترط ولا مرا فتعقي، من قولهم: أعقيت الشيء إذا أزلته من فيك لمرارته، كما يقال: أشكيت الرجل إذا أزلته عما يشكوه. ويروى لا تكن حلوا فتزدرد ولا مرا فتعقي، والازدراد: الابتلاع، يقال: زرد اللقمة بالكسر وازدردها إذا ابتلعها.
لا يدري الحي من اللي:
قال ثعلب في أماليه: قولهم لا يدري الحو من اللو والحي من اللي، أي لا يعرف الكلام الذي يفهم من الذي لا يفهم. وقال في موضع آخر: هو الكلام البين وغير البين.
وقال ابن السيد في كتاب المسائل: سأل سائل عما وقع في الأمثال لأبي عبيد من قول العرب: ما يعرف الحو من اللو وما يعرف الحي من اللي، ما معناه وما مقتضاه؟ والجواب: أما قولهم «ما يعرف الحي من اللي» فتأويله أن الحي ها هنا مصدر حويت الشيء أحويه، واللي مصدر لويته بدينه ألويه إذا مطلته، فمعناه: أنه من جهله لا يعرف فرق ما بين الظفر بالشيء والمطل به، وأصلهما حوى ولوى، فاجتمعت واو وياء وسكنت الأولى منهما، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، كما قيل: طويت طيا وشويت شيا.
وأما من قال: ما يعرف الحو من اللو فالوجه فيه أن يكونوا أرادوا باللو لو التي تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره، وشددوا واوها لأنهم أجروها مجرى الأسماء وأعربوها؛ إذ لا يكون اسم متمكن على حرفين الثاني منهما حرف مد ولين، فزادوا على الواو واوا أخرى، وأدغموا الواو الأولى فيها لتكون على مثال الأسماء المتمكنة من نحو جو وقو.
وقياس الحو في هذه اللغة أن يكون مصدر حويت أيضا، قلبوا الياء من حوى واوا اتباعا للو كما قالوا: إني لآتيه بالعشايا والغدايا، فجمعوا الغداة على غدايا ليكون مثل عشايا.
ومعنى ما يعرف الحو من اللو ما يعرف فرق ما بين حصول المراد وامتناعه، ويجوز أن تكون لو التي يراد بها التمني، فيكون المعنى على هذا ما يفرق بين حصول المطلوب والتمني له. انتهى ملخصا.
قال بعض العلماء: الحو والحي: الحق، واللو واللي: الباطل، ولا يعرف الحو من اللو؛ أي لا يعرف الحق من الباطل.
حرف الميم
ما يعرف قبيلا من دبير:
Shafi da ba'a sani ba