قالت ليلى:
وما كنتُ لو قاذَفْتُ جلَّ عشيرتي ... لأذكر قعبي حازرٍ قد تثملا
فلما أتى النابغة هذه الأبيات وما دعته إليه ليلى قال: ألا حييا ليلى. حازر: حامض. وتثمل: صار كتلًا من الرغوة، والثمالة: الرغوة ويقال: الرعوة.
حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لليلى تمدح مروان بن الحكم:
طربت وما هذا بساعة مطْربِ ... إذا الحيُّ حَلوًا بين عاذٍ فحبْحبَ
وذكرها بطولها فاخترنا منها بعد ذكر ناقته:
أدلَّتْ بقُربي عنْدَه وقضى لها ... قضاءً فلمْ ينقضْ ولم يُتعقّبِ
فإنّك بعد الله أنت أميرُها ... وقُنعانُها في كلّ خوفٍ ومرغبِ
" قنعان الذي " يقنع برأيه. يقال: هذا قنعاني وقنعاني: أي ما قنعت به من شيء.
فتُقضى فلولا أنه كلّ ريبةٍ ... وكلّ قليلٍ من وعيدِكَ مرهبي
إذن ما ابتغى العادي الظلومُ ظلامةً ... عليَّ وما أجْلبْت للمتَجلِّبِ
معناه لا بل تعدي علي من ظلم وهجا فخاف أن أهجو وأنتصر فيعدي علي:
تبادِرُ أنباءَ الوشاةِ وتبتغي ... لها طلباتِ الحقِّ من كل مطْلبِ
إذا أدلجتْ حتى ترى الصبحَ واصَلت ... أديم نهارِ الشمس ما لم تَغَّيبِ
1 / 33