ويوافيني الآن قول الصديق الحكيم: «ما الحب الأول إلا تدريب ينتفع به ذوو الحظ من الواصلين.»
الطرب
اعترض طريقي باسما وهو يمد يده. تصافحنا وأنا أسأل نفسي عمن يكون ذلك العجوز، وانتحي بي جانبا فوق طوار الطريق وقال: نسيتني؟!
فقلت في استحياء: معذرة، إنها ذاكرة عجوز! - كنا جيرانا على عهد الدراسة الابتدائية، وكنت في أوقات الفراغ أغني لكم بصوت جميل، وكنت أنت تحب التواشيح ...
ولما يئس مني تماما مد يده مرة أخرى قائلا: لا يصح أن أعطلك أكثر من ذلك ...
قلت لنفسي: يا له من نسيان كالعدم، بل هو العدم نفسه! ولكنني كنت وما زلت أحب سماع التواشيح.
المرح
نظرت إلي بعينين باهتتين ذابلتين. النظرة تشكو مر الشكوى، وتريد أن تبوح، ولكن اللسان عاجز.
كنت أعودها والحجرة خالية.
الجلد متهرئ، والعظام بارزة، والأركان تفوح منها رائحة الموت.
Shafi da ba'a sani ba