76

Art, Reality, and Aspirations: Stories of Artists and Their Redemption

الفن الواقع والمأمول - قصص توبة الفنانين والفنانات

Nau'ikan

ففي أثناء الاحتلال البريطاني لمصر مثلًا، أنشأ النصارى مجلات فنية لا تعبر عن شخصية الأمة، بل إنها تستخفّ بها وتحول مسارها عن سبيل الفضيلة والاستقامة، وكان من رواد هذه الصحافة (روز اليوسف) والدة إحسان عبد القدوس، و(التابعي) الذي كان له اليد الطولى في صحافة الفضائح الأخلاقية في مصر (١) .
كانت هذه نقطة البداية، ثم أخذت الصحافة المحلية بعد ذلك تصدر مجلات متخصصة ترمي من خلالها إلى إحداث ثغرات في سلوك المجتمع المسلم، وذلك بنشر أخبار الفنانين والفنانات بأساليب هابطة، وقد أسهمت فعلًا في الإسفاف بالمستوى الفكري للأمة، عندما جعلت كثيرًا من المسلمين يتخذون أهل الفن أبطالًا وعظماء يُقتدى بهم.
ومثال ذلك مجلة «حواء» و«الكواكب»، وفي لبنان مجلّتَا «الشبكة» و«الموعد» .
وقد تتابع صدور المجلات الفنية بعد ذلك حتى كادت تملأ المكتبات وتغطي الأرصفة، وإليك بعض أسمائها:
«فنون»، «نجوم الفن»، «سينما ٢٠٠٠»، «كل الناس»، «الجديدة»، «حواء»، «نورا»، «الجميلة»، «أبعاد فنية» ..... وغيرها عشرات. وكلها تدور حول موضوعات متشابهة تقريبًا فهي تدور في فلك الفن، فتنشر صور الفنانين وخصوماتهم واهتماماتهم بسفساف الأمور، وأسعار حفلات النجوم، والألبومات الجديدة لهم، ومقابلات متكررة مملة بموضوعاتها لكن لأسماء مختلفة من الفنانين!

(١) المجتمع، العدد ٨٢٥.

1 / 91