قال: «أراك تحاولين إخفاء الحقيقة، فأنا لم أسألك إذا كنت أنا أحبها ولكني سألتك إذا كانت هي تحبني.»
قالت: «وهذا ما أردته من سؤالي؛ لأن قلب المحب دليله كما يقال، فإذا كنت تحبها حبا حقيقيا، فلا شك في أنها هي أيضا تحبك.»
قال: «إني أحبها وعلى هذا فهي تحبني، وهذا ما كنت أظنه، وقد أحسنت الدفاع عنها وكتم حبها خوفا مما يخافه أهل الهوى في مثل هذه الحال. أما وقد تحقق ظني فأنا أعترف لك اعترافا قلبيا أني أحب أرمانوسة حبا جما يهون علي كل صعب.»
فقالت: «ما الفائدة من حبك لها وأنت تعلم ما يحول دون الوصول إليها، ولا أظن أن أباك يرضاها لك لما قدمت من الأسباب، فما الفائدة من هذا الحب؟!»
فهز رأسه وتنهد ثم قال: «لا أرى دون الوصول إلى أرمانوسة صعبا لا يذلله حد هذا السيف.» وأشار إلى سيفه.
فقالت: «أنا أعلم أن عزائم الرجال تذلل الصعاب، ولكن الأمر أمر حقوق قد تكون أرهف حدا من الصوارم، فهل تعصي أباك يا سيدي؟! أرى ألا تعرض نفسك لغضبه، فإنك أدرى بما ينجم عن ذلك، ولكن هب أنك ذللت كل هذه المصاعب فماذا تصنع بقسطنطين؟»
فأدرك مرادها وكان قد سمع بخطبتها له ولم يصدق، فقال: «وأي قسطنطين؟»
قالت: «قسطنطين بن هرقل الإمبراطور.»
قال: «وما علاقته بهذا الأمر؟»
قالت: «يا للعجب كيف تتجاهل شيئا لا يجهله أحد من أهل مصر؟»
Shafi da ba'a sani ba