ولكنه أعرف الناس بامرأته، وأعرف من شمهورش برقدتها كزكيبة الذرة المفروطة، وقد تبعثر حولها الصغار الستة كالكلاب الهافتة، ولن تصحو حتى لو نفخ إسرافيل في نفيره، وإذا تفتحت ليلة القدر وقامت، فماذا تفعل؟
أهو يحاول الضحك على نفسه؟
وهل الذي يزمر يغطي ذقنه؟
المصباح بالعربي ليس فيه «جاز» إلا ما يملأ نصفه، والمرأة في حاجة إليه كله لتعجن وتخبز طول الليلة الآتية إذا عاش أحد، ثم الأولاد لا ريب قد جاعوا ساعة المغرب، وأكلوا الفلفل بآخر رغيف في «المشنة».
وهل تبقى فطيرة الصبح لتنتظر سهرته؟ وعليه أن يطمئن نفسه، فلك الحمد، ليس في داره حلبة ولا سكر، ولا يحزنون.
ولن يستطيع طول عمره أن يحظى بكوب مثل التي لحسها لحسا عند طنطاوي.
الله يجحم روحك يا طنطاوي يا ابن زبيدة. •••
ولو أن أحدا عن له أن يقضي حاجته في الواسعة، ورأى عبد الكريم في وقفته، مزروعا كزوال المقاتة أمام وجه البركة الداكن، لظن في التو أن الرجل مسه شيطان أو لبسته شيخة.
وعبد الكريم معذور، فالحيرة التي كان فيها أوسع منه، والمسألة أنه رجل على نياته، لا يقرأ الليل ولا يكتبه، والجيب خال، والليلة شتاء، والشاي يكوي رأسه، وجهلة السهر من أمثاله قد غيبهم النوم من سنة مضت في سابع أرض.
طالت من أجل ذلك حيرة الرجل، وطال وقوفه، وأخيرا فعلها وقر قراره.
Shafi da ba'a sani ba