فالسالب إذا لقولنا «يمكن أن يوجد» إنما هو قولنا «لا يمكن أن يوجد». وهذا بعينه القول فى قولنا أيضا «يحتمل أن يوجد». وذلك أن سلب هذا القول أيضا هو قولنا «لا يحتمل أن يوجد». والأمر فى الباقية يجرى على هذا النحو، أعنى فى الواجب وفى الممتنع. فكما أن فى تلك كان ما يلحق فيزاد منها قولنا «يوجد» وقولنا «لا يوجد». فأما المعانى الموضوعة فكانت مرة «الأبيض» ومرة «الإنسان». كذلك يصير الأمر هاهنا، فيصير قولنا «يوجد» كالموضوع. فأما قولنا «يمكن» و«يحتمل » فيصير زيادات تلحق ليحدد بها كما حدد فى تلك بقولنا «يوجد» و«لا يوجد» الصدق والكذب؛ كذلك يحدد هذه ما يمكن وجوده وما لا يمكن وجوده. فإن سلب قولنا «يمكن أن يكون» قولنا «لا يمكن أن يكون». فأما سلب قولنا «يمكن ألا يكون» فإنه قولنا «لا يمكن ألا يكون». ولذلك قد نرى أنه يلزم بعضها بعضا من قبل أن ما كان ممكنا أن يوجد فممكن ألا يوجد. وذلك أن الشىء الواحد بعينه قد يمكن أن يوجد وألا يوجد، لأن هذه وما أشبهها ليست مناقضات. فأما قولنا «يمكن أن يوجد» وقولنا «لا يمكن أن يوجد» فلا يصدقان معا فى شىء واحد بعينه فى حال من الأحوال لأنهما متقابلان؛ ولا قولنا أيضا «يمكن ألا يوجد» يصدقان معا فى حال من الأحوال.
Shafi 88