ومن البين أن السلب الواحد إنما يكون لإيجاب واحد، وذلك أن السلب إنما يجب أن يسلب ذلك الشىء بعينه الذى أوجبه الإيجاب، ومن شىء واحد بعينه: من المعانى الجزئية كان أو من المعانى الكلية، وكليا كان أو جزئيا، وأعنى بذلك ما أنا ممثله: «زيد أبيض»، «ليس زيد أبيض». فأما إن كان الشىء مختلفا أو كان واحدا بعينه إلا أنه من شىء مختلف لم يكن مقابلا، لكنه يكون لدال آخر غيره. والمقابل لقولنا: «كل إنسان أبيض»، «ليس كل إنسان أبيض»، ولقولنا : «إنسان ما أبيض» و«لا إنسان واحدا أبيض»؛ ولقولنا: «الإنسان هو أبيض»، «الإنسان ليس هو أبيض».
فقد حصل من قولنا: أن الإيجاب الواحد إنما يكون مقابلا على جهة المناقضة لسلب واحد، وذكرنا ما هما؛ وأن المتضادين غيرهما؛ وأنه ليس كل مناقضة فهى صادقة أو كاذبة، ومن قبل أى شىء، ومتى تكون صادقة أو كاذبة.
[chapter 8] 〈وحدة القضايا وتعددها — القضايا المشتركة وتقابلها〉
Shafi 69