64

Arbacuna Fi Irshad

كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين أو الأربعين الطائية

Bincike

عبدالستار أبوغدة

Mai Buga Littafi

دار البشائر الإسلامية

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٠ هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩٩ م

وأمه من بني الحارث بْن فهر، وقد أسلمت، وزوجها أَبُو عبيدة فِي الإْسِلام وَكَانَ أَبُو عبيدة ﵁ من عظماء أصحاب رَسُول اللَّهِ ﷺ، شهد بدار وَهُوَ ابن إحدى وأربعين سنة، ومات فِي طاعون عمواس بالشام سنة ثماني عشرة، وَهُوَ ابن ثمان وخمسين سنة، ولا عقب لَهُ. كَانَ للأجانب من المسلمين وديدا، وعلى الأقارب من المشركين شديدا، نزل فِيهِ قوله تَعَالَى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ . أتى رَسُول اللَّهِ بطعام فَقَالَ: " يستحب أن يبدأ رجل صالح، خذ يَا أبا عبيدة ". وَقَالَ الصِّدِّيق ﵁ يوم سقيفة بني ساعدة، قد رضيت لكم أحد صاحبي: أبا عبيدة، أو عمر ﵄، أما أَبُو عبيدة، فإني سمعت رَسُول اللَّهِ ﷺ يَقُول: " لكل أمة أمين، وأمين هَذِهِ الأمة أبو عبيدة "، وأما عمر فسمعته يَقُول: " اللَّهُمَّ أيد الدين بعمر أَوْ بأبي جهل " وَكَانَ ﵁ أثرم الثنيتين، وسبب ذَلِكَ أَنَّهُ انتزع نصلا من جبهة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد بثنيته وسقطتا فما رئي أهتم كَانَ أحسن من أَبِي عبيدة. وَكَانَ ﵁ يسير فِي العسكر فيقول: ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وَهُوَ لها مهين، بادروا السيئات

1 / 91