Arbacuna

الأربعين لأبي سعد النيسابوري

Mai Buga Littafi

مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٠٤

كِتَابُ الأَرْبَعِينَ لِلشَّيْخِ الإِمَامِ الْعَالِمِ الْعَامِلِ الزَّاهِدِ الشَّهِيدِ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيِّ ﵁. تَخْرِيجُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَالِكِيِّ. رِوَايَةُ الشَّيْخِ الأَجَلِّ شِهَابِ الدِّينِ أَبِي الْفَضْلِ مَنْصُورِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ النَّيْسَابُورِيِّ. رِوَايَةُ الإِمَامِ أَبِي الْقَاسِمِ الْوَاثِقِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ فَضْلانَ الْفَقِيهِ، وَالْفَقِيهِ الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ يَحْيَى بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَزَّازٍ، كِلاهُمَا عَنْ شَيْخِنَا الإِمَامِ الشَّهِيدِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيِّ ﵀. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ أَعِنْ وَسَهِّلْ وَوَفِّقْ بِرَحْمَتَكِ. أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مَنْصُورُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ الطَّبَرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ سَلْخَ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، قَالَ: أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ مُحْيِي الدِّينِ حُجَّةُ الإِسْلامِ مُفْتِي الْفَرِيقَيْنِ إِمَامُ الْمَذْهَبَيْنِ نَاصِرُ السُّنَّةِ قَامِعُ الْبِدْعَةِ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ النَّيْسَابُورِيُّ ﵁، قَالَ: وَبَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلاةِ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، فَهَذِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثًا عَنْ أَرْبَعِينَ صَحَابِيًّا، فِي أَرْبَعِينَ بَابًا مِنْ أَبْوَابَ الدِّينِ وَشَرَائِعِ الإِسْلامِ، رَوَيْنَاهَا رَغْبَةً فِيمَا بَلَغَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، بِأَسَانِيدَ، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي أَمْرِ دِينِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقِيهًا، وَكُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا وَشَهِيدًا» . وَذَكَرْنَا أَسَانِيدَهَا رَغْبَةً فِيمَا رُوِيَ فِي الآثَارِ: عِنْدَ ذِكْرِ الصَّالِحِينَ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ. وَرَاعَيْنَا فِي أَسَانِيدِهَا مَا هُوَ الأَعْلَى مِمَّا وَجَدْنَاهُ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

1 / 1

الْحَدِيثُ الأَوَّلُ: عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الصِّدِّيقِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَرَضِيَ عَنْهُ

1 / 2

١ - أنا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، أنا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ النَّضْرَوِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا عَفَّانُ، نا هَمَّامٌ، أنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَوَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ﵁، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ فِي الْغَارِ وَقَالَ مَرَّةً: وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»، هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مِنْ حَدِيثِ هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيِّ الْبَصْرِيِّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ هَمَّامٍ. وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ هِلالٍ، عَنْ هَمَّامٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارَمِيِّ، كُلُّهُمْ عَنْ حِبَّانَ بْنِ هِلالٍ، عَنْ هَمَّامٍ. وَتَابَعَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَسْلَمَ الْبُنَانِيِّ

1 / 3

الْحَدِيثُ الثَّانِي: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ ﵁

1 / 4

٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْخُشْنَامِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأُمَوِيُّ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا يَلْبِسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ»، ثُمَّ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ مِنْهَا حُلَلٌ، فَأَعْطَى عُمَرَ ﵁ مِنْهَا حُلَّةً، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَوْتَنِيهَا وَقَدْ قُلْتَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبِسَهَا»، فَكَسَاهَا عُمَرُ ﵁ أَخًا لَهُ مُشْرِكًا بِمَكَّة، هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ﵁. وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ، وَهَذَا حَسَنٌ عَالٍ؛ فَإِنَّهَا بِرِوَايَةٍ يُقَالُ لَهَا: سِلْسِلَةٌ ذَهَبِيَّةٌ

1 / 5

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ﵁

1 / 6

٣ - أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْقِلِيُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ ﵁ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ، ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ»، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ جَدِّهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ: عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ، وَوَكِيعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ. وَلَهُ طُرُقٌ مِنْ حَدِيثِ حُمْرَانَ، رَوَى عَنْهُ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَبُكَيْرٌ، وَجَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَكُلُّهَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ

1 / 7

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ: عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁

1 / 8

٤ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الرَّشِيدِيُّ، إِمْلاءً، نا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلانَ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَدِّيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُجْزِئُ الْجَمَاعَةَ إِذَا مَرُّوا بِالْقَوْمِ أَنْ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمْ عَلَيْهِمْ، وَيُجْزِئُ عَنِ الْقُعُودِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ أَحَدُهُمْ»

1 / 9

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ: عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ الْقُرَشِيِّ ﵁

1 / 10

٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْخُشْنَامِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ﵁، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لا، إِلا أَنْ تَطَوَّعَ "، لَمْ يَزِدِ الشَّافِعِيُّ ﵁ هَا هُنَا عَلَى هَذَا، وَبَاقِي الْحَدِيثِ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزّْعَفَرَانِيُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ. قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لا، إِلا أَنْ تَطَوَّعَ ". وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: «لا، إِلا أَنْ تَطَوَّعَ» . فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ» . هَذَا حَدِيثٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ: عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ. وَأَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ: عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَاَدَة الْقَيْسِيِّ. كُلُّهُمْ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الأَصْبَحِيِّ إِمَامِ دَارِ الْهِجْرَةِ، وَتَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: «أَفْلَحَ الأَعْرَابِيُّ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» أَوْ «دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» . وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فَرْضُ الْحِجِّ، وَقَبْلَ النَّهْيِ عَنِ الْحَلِفِ بالآبَاءِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1 / 11

الْحَدِيثُ السَّادِسُ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ﵁

1 / 12

٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَذَّاءُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَبِي، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ ﵃، قَالَ: «جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ»، هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَذِهِ تَرْجَمَةٌ صَحِيحَةٌ، وَالرُّوَاةُ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ﵁، أَنَّهُ قَالَ: «جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ» . وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁، قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يْجَمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ﵁، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ: «ارْمِ يَا سَعْدُ فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي»

1 / 13

الْحَدِيثُ السَّابِعُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ﵁، وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكُ بْنُ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الزُّهْرِيُّ الْقُرَشِيُّ ﵁

1 / 14

٧ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ، أنا أَبُو سَعْدٍ النَّضْرَوِيُّ، أنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ، نا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: «إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى أَنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي»، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، الشَّطْرُ الأَوَّلُ مِنَ الْحَدِيثِ: عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ، عَنْ خَالِدٍ الطَّحَّانِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَوْحٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَأَمَّا الشَّطْرُ الآخِرُ فَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ: عَنْ مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، وَيُونُسُ، وَوَكِيعٌ، وَكُلُّهُمْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَإِذَا اعْتَبَرْتَ بِحَدِيثِ شُعْبَةَ يَظْهَرُ لَكَ عُلُوُّ هَذَا الإِسْنَادِ

1 / 15

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ: عَنْ أَبِي الأَعْوَرِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ﵁

1 / 16

٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ، أنا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْعَدْلُ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي جَدِّي رَبَاحُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ﵁، كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الأَكْبَرِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَاَل: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ بْنَ شُعْبَةَ؟ أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ، وَلا تُنْكِرُ، وَلا تَغَيِّرُ، أَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرْوِي عَنْهُ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ، إِنَّهُ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ»، قَالَ: فَرَاحَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يَتَنَاشَدُونَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مَنِ التَّاسِعُ؟ فَقَالَ: أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْعَاشِرُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِي، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا صَدَقَةُ بْنِ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ، حَدَّثَنِي جَدِّي. فَذَكَرَهُ أَطْوَلَ مِنْهُ. وَهَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ تَدَاوَلَتْهُ الأَئِمَّةُ وَتَلَقَّتْهُ بِالْقُبُولِ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَالِمٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَخْنَسِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَحَيَّانَ بْنِ غَالِبٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَلَيْسَ تَقْدِيمُ عَلِيٍّ عَلَى عُثْمَانَ ﵄ إِلا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَرِوَايَةِ حَيَّانَ بْنِ غَالِبٍ، وَالآخَرُونَ قَدَّمُوا عُثْمَانَ عَلَى عَلِيٍّ ﵄. وَفِي رِوَايَةِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ بَدَلَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَفِيهِ ذُكِرَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ الْعَاشِرُ. رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ حُمَيْدٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1 / 17

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ: عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيِّ ﵁

1 / 18

٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْبُحَيْرِيُّ إِمْلاءً، نا عَمِّي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُحَيْرِيُّ، أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدُونَ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالا: نا أَبُو حَاتِمٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا مُوَكَّلٌ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ»، قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَإِيَّايَ، إِلا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِخَيْرٍ»، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ. وَرَوَاهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنِ ابْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، كِلاهُمَا عَنْ مَنْصُورٍ

1 / 19

الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ: عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ﵄

1 / 20