أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه ، يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك ، فقال الله عز وجل : «طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» بل لتسعد به» (1) .
وروي عن الامام الصادق عليه السلام (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفع إحدى رجليه في العبادة ، كي يزيد تعبه وجهده ، فأنزل الله عليه هذه الآية المباركة) . وقال بعض المفسرين هو جواب للمشركين حين قالوا إنه شقي فقال سبحانه يا رجل « ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» .
وقال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما دعا الناس الى رسالته ولم يجد الإصغاء المطلوب والدخول في دين الله حسب المستوى المرغوب فيه ، أبدى احتمالا في نفسه وهو النقص في دعوته الداعي فانصرف الى ترويض نفسه طيلة عشرة أعوام حتى ورمت قدماه ، فنزلت هذه الآية المباركة مخاطبه إياه« ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» ، إنك طاهر وهاد ، ولا يوجد عيب ونقص فيك ، بل النقيصة في الناس «إنك لا تهدي من أحببت» (2) .
وعلى أي حال يستفاد من هذه الآية المباركة ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في ترويض وتعب وجهد . ويستفاد من مجموع أحاديث المفسرين هذا المعنى أيضا ، رغم اختلافهم في كيفية الترويض والتعب .
ويجب أن تكون هذه الآية المباركة ، قدوة للناس جميعا وخاصة للعلماء الذين يريدون القيام بالدعوة الى الله تعالى ، حيث أن رسول الله مع طهارة قلبه وكماله التجأ الى الترويض وأتعب نفسه حتى نزلت الآية الشريفة من الحق المتعالي ونحن رغم ثقل الخطايا والذنوب ، لم نفكر البتة في معادنا ومآلنا وكأننا نحمل صك الخلاص والبراءة من جهنم والأمان من العذاب . وهذا لا يكون إلا نتيجة أن حب الدنيا قد أصم آذاننا فلا نسمع كلمات الاولياء والانبياء .
Shafi 325