وتغشاه التوفيقات الالهية ليصبح حسب النص القرآني «ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين» (1) وهذه (2) الرواية الشريفة محبوبا لله تعالى اذا كان مخلصا في توبته . انه يجب على الانسان بالرياضة العلمية والعملية وبالتفكر والتدبر اللائق ان يسعى في سبيل تحقيق التوبة ويجب عليه ان يفهم بأن المحبوبية عند الله لا تقدر في حساب . والله يعلم بأن صورة حب الحق في تلك العوالم من أي نوع من الأنوار المعنوية والتجليات الكاملة تكون ؟ وان الله سبحانه كيف يتعامل مع محبوبه ؟ ايها الانسان كم انت ظلوم وجهول ؟ ! ولا تقدر نعم ولي النعم . انك تعصي وتعادي سنين وسنين ولي نعمك الذي وفر لك كل وسائل الرفاه والراحة من دون ان تعود منها عليه والعياذ بالله بجدوى وفائدة ، وطيلة هذه الفترة قد هتكت حرمته وطغيت عليه ولم تخجل منه ابدا ولكنك اذا ندمت على ما فعلت ورجعت اليه ، احبك الله وجعلك محبوبا له «ان الله يحب التوابين» فما هذه الرحمة الواسعة والنعم الوافرة ؟ .
الهي ! نحن عاجزون عن شكر آلائك ، وألسنة البشر وجميع الاحياء في هذا الكون مصابة باللكنة تجاه الحمد والثناء عليك ولا يسعنا الا ان ننكس رؤوسنا ونعتذر على عدم حيائنا منك . من نحن حتى نستحق رحمتك ؟ ولكن سعة رحمتك وشمول نعمتك اوسع من تقديرنا لها «انت كما اثنيت على نفسك» (3) .
وايضا ، يجب على الانسان ان يقوي في قلبه صورة الندامة كي يحترق القلب ان شاء الله تعالى . وذلك بأن يفكر في الآثار الموحشة للمعاصي وعواقبها . ويعمل على تقوية الندامة في قلبه ويضرم النار في قلبه على غرار«نار الله الموقدة» ويحرق قلبه في نار الندامة حتى تحترق مع نار الندامة جميع المعاصي وتزول الكدورة عن القلب وصدئه . وليعلم انه اذا لم يضرم بنفسه هذه النار الندامة ولم يفتح في وجهه باب جهنم هذه التي تكون بذاتها الباب الرئيسي لأبواب الجنة ، فعندما ينتقل من هذا العالم تهيأت له لا محالة في ذلك العالم نار عاتية ، وتفتح في وجهه ابواب جهنم وتوصد في وجهه ابواب الجنة والرحمة .
الهي الهمنا صدرا محترقا واقذف في قلوبنا جذوة من نار الندامة واحرقه مع هذه النار «الندامة» الدنيوية ، وأزل عن قلوبنا الكدر والغبرة ، واخرجنا من هذا العالم من دون مضاعفات المعاصي انك ولي النعم وعلى كل شيء قدير .
Shafi 261