الاربعون حديثا :227
الشرح :
قال بعض بأن المقصود من الناس في امثال هذا الحديث الشريف ، الكاملون من قبيل الانبياء والاولياء والاوصياء ، فانهم الناس حقا . واما عامة الناس فهم النسناس كما ورد في الاحاديث .
ولكن لا مرجح لهذا الكلام ، بل المناسب في المقام ارادة عموم البشر وهو واضح تماما ، ويكون هذا المعنى مستفادا من الاحاديث الموجودة في هذا الباب من كتاب الكافي . واذا عثرنا في حديث على كلمة «الناس» وكان المقصود منها الكاملين ، فليس ذلك مبررا لارادة هذا المعنى من هذه اللفظة حيثما وردت .
ان «البلاء» هو الاختبار والامتحان ، في الحسن والقبح . كما صرح بذلك اهل اللغة . يقول الجوهري في الصحاح (والبلاء الاختبار يكون بالخير والشر ، يقال ابلاه الله بلاءا حسنا وابتلاه معروفا) ويقول الحق المتعال «بلاء حسنا» (1) .
وعلى اي حال ان كل ما يمتحن به الحق جل جلاله عباده يدعى بلاء او ابتلاء سواء كان بالامراض والاسقام والفقر والذل وادبار الدنيا بما يقابل هذه الامور ، كأن يختبر بكثرة الجاه والاقتدار والمال والمنال وبالزعامة والعزة والعظمة . ولكن متى ما ذكر البلاء او البلية او الابتلاء بصورة مطلقة انصرف انسبق الى الذهن من اللفظ البلاء من القسم الاول .
و«أمثل» بمعنى افضل واشرف يقال : هذا امثل من هذا اي افضل وادنى الى الخير . واماثل الناس ، خيارهم . فمعنى «ثم الامثل فالامثل» هو ان من كان افضل واحسن بعد الائمة الاربعون حديثا :228
Shafi 227