194

Arba'in Hadisai

الاربعون حديثا

Nau'ikan

الاربعون حديثا :198

« وعن الخصال باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجبرئيل : عظني ، فقال : يا محمد عش ما شئت فانك ميت ، واحبب ما شئت فانك مفارقه ، واعمل ما شئت فانك ملاقيه ، واعلم ان شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه كفه عن اعراض الناس» (1) .

ان تخصيص الموعظة المقدسة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الامر ليدل ايضا على اهميته البالغة . ولو كان جبرائيل الامين يرى اهمية اكبر لاجر آخر لكان قدمه في هذا المقام :

وفي المجالس باسناده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث : «فمن رزق صلاة الليل من عبد او امة قام لله مخلصا فتوضا وضوءا سابغا وصلى لله عز وجل بنية صادقة وقلب سليم [وبدن خاشع] وعين دامعة جعل الله تعالى خلفه سبعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا يحصى عددهم الا الله احد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب ، فاذا فرغ ، كتب الله عز وجل له بعددهم درجات» (2) .

وعن العلل باسناده الى انس قال : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : الركعتان في جوف الليل احب الي من الدنيا وما فيها» (3) .

وثمة احاديث كثيرة اشير فيها الى ان صلاة الليل هي شرف المؤمن ، وزينة الآخرة ، مثلما ان المال والبنين زينة الحياة الدنيا .

« وعن العلل باسناده الى جابر بن عبد الله الانصاري قال : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ما اتخذ الله ابراهيم خليلا الا لاطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام» (4) .

ولو لم تكن لصلاة الليل سوى تلك الفضيلة لكفتها ، ولكن لاهلها ، وهم ليسوا بامثالي . اننا لا نعلم شيئا عن عظمة رداء الخلة وما يعني مقام اتخاذ الله تعالى العبد حبيبا وخليلا . فكل العقول تعجز عن تصور ذلك . فلو انهم اكرموا الخليل بكل ما في الجنة من نعم ، فانه لا يلتفت اليها (ما دام مع خليله) . وانت ايضا اذا كان لك محبوب عزيز ، او كان لك صديق حميم ودخل عليك ، فانك تترك كل نعمة ورفاه ، وتستغني عن ذلك بجمال المحبوب ولقاء الصديق ، بالرغم من ان هذا المثل بعيد عن المقام بعد المشرقين .

وعن علي بن ابراهيم باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال : «ما من عمل حسن يعمله العبد الا وله ثواب في القرآن الا صلاة الليل فان الله لم يبين ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال « تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما اخفي لهم الاربعون حديثا :199

Shafi 198