الاربعون حديثا :185
الشرح :
«كان يقول» يختلف عن «قال» او «يقول» من حيث الدلالة ، لأنه يفيد الاستمرار والدوام . وهذا يعني ان الامام عليه السلام كان يكرر هذا الكلام . «والتنبيه» هو الاخراج من الغفلة والايقاظ من النوم . وكلا المعنيين مناسب هنا . فالقلوب قبل التفكر غافلة ، وقبل الايقاظ نائمة ، والتنبيه يخرجها من الغفلة ، ويوقظها من النوم . والنوم واليقظة ، والغفلة والفطنة ، لكل من ملك الجسد وملكوت النفس ، مختلفان . فقد تكون العين الظاهرة يقظة وجانب الملك واعيا ، ولكن عين الباطن والبصيرة تغط في نوم ثقيل ، وجانب ملكوت النفس في غفلة ومن دون وعي .
و«التفكر» اعمال الفكر ، وهو ترتيب الامور المعلومة للوصول الى النتائج المجهولة . فهو اعم من التفكر الذي يعد من مقامات السالكين . لان الخواجه الانصاري يعرفه بقوله : «اعلم ان التفكر تلمس البصيرة لاستدراك البغية» (1) . ومعلوم ان مطلوبات القلب هي المعارف ، ولهذا فان المراد بالتفكر في هذا الحديث الشريف هو المعنى الخاص الذي يعود الى القلوب وحياتها .
وللقلب تعريفات واصطلاحات كثيرة : فاذا عرف عند الاطباء وعامة الناس ، كان المراد منه تلك القطعة من اللحم الصنوبرية الشكل التي بانقباضها وانبساطها يجري الدم في الشرايين ، ومن ذلك تتولد الروح الحيوانية التي هي بخار لطيف .
وعند الحكماء يطلق على بعض مقامات النفس . وله عند اصحاب العرفان مقامات ومراتب ، يكون التعمق في بيان هذه المصطلحات خارجا عن قصدنا .
وفي القرآن الكريم والاحاديث الشريفة يطلق (القلب) في المواضيع المختلفة على كل الاربعون حديثا :186
Shafi 185