Arbac Rasail
أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري
Nau'ikan
ولقد ترجم هذا الفيلسوف ابن القفطي «ص291» وابن أبي أصيبعة «1: 33» في كتابيهما «تاريخ الحكماء والأطباء» على أن ابن أبي أصيبعة سماه «روفس الكبير»، مما يدل على أنه يوجد حكيم آخر باسم «روفس الصغير» لعله هو واضع هذه الرسالة. ولقد عدد مؤلفاته. وذكر له أيضا ابن أبي أصيبعة «1: 200» كتاب «حفظ الصحة» الذي فسره حنين بن إسحق، ولكنهما لم يصرحا باسم هذا الكتاب كما اشتهر اسمه «تدبير المنزل» على أن ابن أبي أصيبعة ذكر له مقالة «في تدبير الأطفال»، ولعلها إحدى المباحث الأربعة مفردة أو سمى الكل باسم الجزء، وذكر له ابن النديم كتاب «التدبير مقالتان» فأفرد له بعض مباحث الرسالة أيضا. أما علوسوس الذي ذكره ابن النديم فمما لا يهتدى إليه، ولعله هو الذي دعا إلى هذا التحريف والتصحيف. (3) تدبير المنزل لأرسطو
هو رسالة من كتاب طوله 23س، وعرضه 16، وكل صفحة معدل أسطرها 17 في نحو 400 صفحة مخروم من أوله وآخره، ولكنه قديم الخط مجلد بالخشب بقطع ربع عريض خشن الورق، مختلف الخط بالحبرين الأسود والأحمر اتصل بمكتبتي، وفيه مقالات «التعليلات» للإسكندر الأفروديسي. و«ثمار المسائل الطبية» لثاوفرسطس، و«مسائل ما بال» لأرسطو في 25 مقالة، و«ثمرة من كلام يحيى وجالينوس» في الترياق، ومقالات أخر مختلفة المواضيع لعيسى بن ماسويه ولجالينوس وبعضها لم يذكر مؤلفها، وهي في تركيب الأدوية والأغذية والحيوان والشعر والروح والنفس والعطش والروائح ... إلخ وآخرها «في الموسيقى» لأبي الفرج بن الطيب. وكلها من نوادر المواضيع الجديرة بالنشر. على أن خط الكتاب القديم كان مهملا، فأعجمه بعض مطالعيه فشوشوا بعض ألفاظه، وسأصف هذه المجموعة مع غيرها من نوادر المخطوطات التي أحرزها في مكتبتي حرصا على فوائدها، وحفظا لها من الضياع متى سنحت لي فرصة كافية.
أما مقالة تدبير المنزل فقد عنونت هكذا «ثمار مقالة أرسطو في تدبير المنزل»، وهي في نحو سبع صفحات
4
عارضتها بمقالة «بروفس» في المشرق فرأيت فيها هذه الفروق: (4) معارضة الرسالتين
بدأ أرسطو رسالته في الفرق بين السياسة المنزلية والسياسة المدنية فأبدع في التفرقة بينهما، ولم يقتضب الكلام اقتضابا كما فعل «بروفس» وجعل أول حاجات المنزل المرأة، فبحث عنها ثم عن الرجل وسياستهما معللا عن مبادلة التعاون مفرقا بين الإنسان والحيوان في الزواج باحثا عن زينتهما، وأنها خارجية لا تأثير فيها على الأخلاق مفضلا هذه عليها، وتطرف إلى الخدام وعبر عنهم «بالعبيد» ونهى عن السماح لهم بشرب المسكرات، وحض على تعهدهم بالاستخدام والتأديب والإشباع واسترسل إلى وصف أخلاقهم، وما يجب أن يفضل منها على غيرها.
ثم استرسل إلى المال وتحصيله وخزنه وإنفاقه، وما شاكل ذلك مشيرا إلى تربية الأسرة وما يجب فيها من الحكمة.
على أن الفرق بين الرسالتين؛ أن أرسطو أدمج كلامه بدون تبويب، وبدأ في وصف تدبير المنزل وشئون أربابه متطرقا من موضوع إلى آخر بعلاقات قاده إليها البحث معتمدا على فلسفة التدبير العامة معتمدا على آداب العبيد المستخدمين، مما يدل على شدة عناية القدماء بهم، ولا سيما في عصره. بخلاف تقسيم بروفس مقالته إلى أربعة مباحث معنونة.
وعبارة رسالة أرسطو تنم عن أساليب التعريب القديمة لكبار المعربين مع ما في ألفاظها من الإشكال لإهمالها، ثم إعجامها مما يحتاج إلى إعمال النظر لرده إلى نصابه.
وعلى الجملة فالرسالة جديرة بالنشر بعد تحقيق بعض ألفاظها وإزالة ما شوهها من التصحيف مع كرور الأيام على هذه النسخة واصطلاح الخط القديم، وكثرة الأيدي التي اشتغلت في الكتاب المجموعة فيه نسخا وتنقيطا وتشكيلا. وسأتفرغ لذلك عند سنوح الفرصة.
Shafi da ba'a sani ba