Aram Dimashq Da Isra'ila
آرام دمشق وإسرائيل: في التاريخ والتاريخ التوراتي
Nau'ikan
مساحة كل من إسرائيل ويهوذا بعد المد التوسعي خارج المناطق الهضبية (وفق الرواية التوراتية).
تراجع نخو أمام نبوخذ نصر، وأقام في ربلة (عند مدخل البقاع الشمالي قرب حمص) التي لا تبعد كثيرا عن موقع قادش القديمة، والتي كانت الحد الشمالي لمناطق النفوذ المصرية في سوريا إبان العصر الذهبي للإمبراطورية المصرية. ومن هناك أرسل من قبض على ملك يهوذا الجديد يهوأحاز، ابن يوشيا الذي قتله نخو في مجدو لشكه في ولائه، وأرسله سجينا إلى مصر، وعين بدلا عنه يهوياقيم أخاه، وفرض عليه الجزية (الملوك الثاني، 23: 1-7). ولكن نبوخذ نصر - الذي صار الآن ملكا على بابل خلفا لأبيه - قد وضع حدا لطموحات نخو وطارده حتى حدود مصر، ثم قفل راجعا إلى يهوذا وضمن ولاءها. ولكن يهوياكين، ابن يهوياقيم، غير سياسة يهوذا باتجاه مصر مرة أخرى، فصعد عليه نبوخذ نصر وأخذه مع أفراد أسرته إلى بابل، وسبى عشرة آلاف من الجنود الأشداء والصناع المهرة، وعين بدلا عنه عمه صدقيا (الملوك الثاني، 24: 8-18). ولكن صدقيا ما لبث أن غير ولاءه أيضا وصدق وعود الفرعون بساميتك الثاني خليفة نخو، الذي صعد إلى فلسطين في جولة ديبلوماسية عمل من خلالها على تأليب الدويلات الفلسطينية ضد بابل. وزيارة بساميتك هذه غير مذكورة في التوراة، ولكننا نعرف عنها من بردية مصرية ترجع إلى عام 591ق.م.
7
ولكن وعود مصر ذهبت أدراج الرياح، وجاء نبوخذ نصر وحاصر أورشليم. ولما رأى أن الحصار سيطول ترك قسما من جيشه هناك، وذهب إلى ربلة التي كانت مقره العسكري في سوريا لبعض شئونه الإدارية أو العسكرية. ولما اشتد الحصار على أورشليم، وأدرك صدقيا الملك أنها ساقطة لا محالة استعد للهرب مع جماعة من خيرة مقاتليه. وفي هذا الوقت أحدث الجيش البابلي ثغرة في الأسوار وبدأ يشق طريقه نحو الداخل، فانتهز صدقيا الفرصة ونفذ مع جماعته هاربا، فتبعه الكلدانيون وأدركوه عند أريحا وأخذوه إلى نبوخذ نصر إلى ربلة. فقتل ملك بابل أسرة صدقيا أمامه ثم سمل عينيه وأرسله في السلاسل إلى بابل (الملوك الثاني، 25: 1-7). ثم بعث نبوخذ نصر بقائده نبوزردان إلى أورشليم لهدمها وإحراقها: «جاء نبوزردان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم، وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار، وجميع أسوار أورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط، وبقية الشعب الذين بقوا في المدينة، والهاربون الذين هربوا إلى ملك بابل وبقية الجمهور، سباهم نبوزردان رئيس الشرط. ولكنه أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين ...» (الملوك الثاني، 25: 8-13).
وقد حفظت لنا سجلات نبوخذ نصر نصا مختزلا عن حملته على يهوذا، التي انتهت بإسقاط يهوياكين وتعيين صدقيا عوضا عنه. يقول النص: «في السنة السابعة، الشهر ... قاد ملك أكاد جيوشه نحو بلاد حاتي، فحاصر مدينة يهوذا (أورو-يهوذا) وفتحها في شهر آذار، وأقام عليها ملكا جديدا اختاره، وأخذ منه جزية كبيرة حملها إلى بابل.»
8
أما النص البابلي المتعلق بتدمير أورشليم فمفقود، إلا أن التنقيبات الأثرية في الموقع قد كشفت عن آثار دمار شامل في المدينة يرجع إلى أواخر القرن السادس ق.م.، وانقطاع في الاستيطان دام قرابة قرن من الزمان، كما كشفت التنقيبات عن دمار في العديد من مدن يهوذا وانقطاع أطول في الاستيطان دام قرابة قرن ونصف.
9
خاتمةأفق الخرافة وبداية
التاريخ اليهودي
Shafi da ba'a sani ba