57

Arab Secularists and Their Position on Islam

العلمانيون العرب وموقفهم من الإسلام

Mai Buga Littafi

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Inda aka buga

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Nau'ikan

أصل الدين والإسلام
بعد أن تحدثنا عن موقف العلمانية من الدين، سواء بالطعن فيه، أو بالدعوة لتجاوزه وإقصائه، أو بالاستهزاء بأصوله وقواعده، رأيت أن أفرد هذا المبحث وإن كان يمثل لونا من ألوان الطعن، ولكنه طعن في الصميم، أو لنقل: إنه نقض للدين من أساسه وجذوره، واعتباره مجرد وهم، من صنع بعض الكهنة.
فقد أجمع علماء الاجتماع الغربيين على أن الأديان صنع بشري محض، أي: إفراز تاريخي اقتضاه التطور البشري.
بدأ أولا في شكل أساطير، أملاها الخوف من القوى المجهولة والظواهر الطبيعية الكبيرة، ثم تطور الأمر إلى تعدد الآلهة، واتخاذ كل قبيلة أو مجموعة قبائل إلها خاصا بها، ثم تطور الأمر إلى توحيد الآلهة على يد الأديان التوحيدية الثلاثة، ثم تطور الأمر نحو العقلانية.
وعندهم الظواهر الاجتماعية هي التي شكلت الدين وصنعته وطورته.
وعند فرويد: الأديان مجرد وهم من أوهام الجماهير، نشأت نتيجة لضرورة حماية الإنسان لنفسه من قوى الطبيعة.
والدين عصاب وسواسي يصيب البشر كافة، وإن الله ابتكار بشري يمجد الأب المثالي ويصبح ملجأ خارقا للطبيعة يعتصم به كل من أفزعته الحياة (١).
وعند ماركس: الدين أوهام وخيالات انعكست عن الوضع الاقتصادي، وضعه المحتكرون البورجوازيون لتخدير الطبقة الكادحة والسيطرة عليها (٢).
وأما

(١) علم الأديان (٢٩).
(٢) أكد أركون في العلمنة والدين (٧٤) أنه بمجيء الماركسية زادت وأكدت أن العامل الديني ليس إلا قشرة سطحية أو بنية فوقية قليلة الأهمية، وأن القوى الحقيقية للتاريخ هي نظام التبادل والإنتاج، وبالتالي فهناك إذن طبقة تملك هذا النظام وتسيطر عليه، وهي تخترع إيديولوجيا تبشيرية من أجل أن تجعله مقبولا من قبل بقية المواط

1 / 60