إن الذين لا يفكرون إلا قليلا، أو لا يفكرون مطلقا، يقضون حوائجهم على أحسن حال في هذه الدنيا والآخرة، أما الكثيرو التفكير فهم أبدا مهددون بالخسران روحا وجسدا لكثرة ما في الفكر من خباثة. ***
ماذا تكون بوادي الحياة لولا سراب أفكارنا الساطع؟ ***
إن أفعالنا ليست منا تماما، بل هي للأقدار أكثر مما هي لنا، نحن نعطاها جاهزة ولا نستحقها دائما. ***
الجهل شرط لازم، لا أقول في السعادة، بل في الوجود نفسه، لو كنا نعلم كل شيء إذن لما استطعنا الصبر على الحياة مقدار ساعة، فإن العواطف التي تجعل الحياة هنيئة أو بالأقل محتملة، تتولد عن أكذوبة وتتغذى بالأوهام.
ولو أن رجلا سما إلى مقام الألوهية، فأمسك الحقيقة، الحقيقة الواحدة الكلية وتركها تسقط من يده، لاضمحل الكون فجأة، وتبدد الوجود كالظل، فإن الحقيقة الإلهية كالحساب الأخير، قادرة على أن تجعل الكون هباء منثورا. ***
يأتي حين يصبح فيه التطلع خطيئة، وقد لزم الشيطان دائما جانب العلماء. ***
سآمة الشعراء سآمة مذهبة، فلا تفرطوا في الرثاء لهم، إن الذين يغنون قادرون على أن يسحروا يأسهم، ولا سحر أقوى من سحر الكلام، والشعراء كالأطفال يعزون أنفسهم بالصور. ***
العمل يجعل الحياة سعيدة أحيانا، ومحتملة دائما. ***
من قال جيران، فكأنه قال أعداء، انظر إلى هذا الحقل الذي يتصل بحقلي؛ هو لأبغض الناس عندي، ويأتي بعده في البغض أبناء القرية التي تتسلق المنحدر الآخر من الوادي عند تلك الغابة، لا يوجد في هذا الوادي الصغير سوى تلك القرية وقريتنا، وكلما التقى صبياننا وصبيانهم تبادلوا الضرب والشتيمة . ***
أعرف بنية بلغت تسعا من السنين هي أحكم من الحكماء، قالت لي منذ هنيهة: «إنا نرى في الكتب ما ليس بوسعنا أن نراه بالفعل، إما لأنه بعيد جدا، وإما لأنه في الماضي، لكن ما نراه في الكتب لا نراه جيدا، ونراه بشكل محزن، إذن لا ينبغي للصغار أن يقرءوا في الكتب. يوجد أشياء كثيرة جديرة بأن يروها ولم يروها؛ البحيرات والجبال والأنهار، والمدن والأرياف والبحر ومراكبه، والسماء وكواكبها.»
Shafi da ba'a sani ba