Ar-Raheeq Al-Makhtum
الرحيق المختوم
Mai Buga Littafi
دار الهلال
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)
Nau'ikan
وفي رواية: لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تلتقط ساقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاه، فقال العباس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال: إلا الإذخر.
وكانت خزاعة قتلت يومئذ رجلا من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية، فقال رسول الله ﷺ بهذا الصدد: يا معشر خزاعة، ارفعو أيديكم عن القتل فلقد كثر القتل إن نفع، لقد قتلتم قتيلا لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله.
وفي رواية: فقام رجل من أهل اليمن يقال له: (أبو شاة) فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه» «١» .
تخوف الأنصار من بقاء الرسول ﷺ في مكة
ولما تم فتح مكة على الرسول ﷺ وهي بلده ووطنه ومولده- قال الأنصار فيما بينهم: أترون رسول الله ﷺ إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها- وهو يدعو على الصفا رافعا يديه- فلما فرغ من دعائه قال: «ماذا قلتم؟» قالوا: لا شيء يا رسول الله، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال رسول الله ﷺ: «معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم» .
أخذ البيعة
وحين فتح الله مكة على رسول الله ﷺ والمسلمين تبين لأهل مكة الحق، وعلموا أن لا سبيل إلى النجاح إلا الإسلام، فأذعنوا له، واجتمعوا للبيعة، فجلس رسول الله ﷺ على الصفا يبايع الناس، وعمر بن الخطاب أسفل منه، يأخذ على الناس، فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا.
وفي المدارك «٢»: روى أن النبيّ ﷺ لما فرغ من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعد أسفل منه، يبايعهن بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة خوفا من رسول الله ﷺ أن يعرفها، لما صنعت بحمزة، فقال رسول الله ﷺ: أبايعكن على ألاتشركن بالله شيئا، فبايع عمر النساء على ألايشركن
(١) انظر لهذه الروايات صحيح البخاري ١/ ٢٢، ٢١٦، ٢٤٧، ٣٢٨، ٣٢٩، ٢- ٢/ ٦١٥، ٦١٧، وصحيح مسلم ١/ ٤٣٧، ٤٣٨، ٤٣٩، وابن هشام ٢/ ٤١٥، ٤١٦، وأبو داود ١/ ٢٧٦.
(٢) انظر مدارك التنزيل للنسفي تفسير آية البيعة.
1 / 375