255

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

Mai Buga Littafi

دار الهلال

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Nau'ikan

ينجح في الإجتناب عن لقائه، فقد مر به ركب من عبد القيس يريد المدينة، فقال: هل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة: وأوقر لكم راحلتكم هذه زبيبا بعكاظ إذا أتيتم إلى مكة؟.
قالوا: نعم.
قال: فأبلغوا محمدا أنا قد أجمعنا الكرة؛ لنستأصله ونستأصل أصحابه.
فمر الركب برسول الله ﷺ وأصحابه، وهم بحمراء الأسد، فأخبرهم بالذي قاله أبو سفيان، وقالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم أي زاد المسلمين قولهم ذلك- إيمانا وَقالُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.
أقام رسول الله ﷺ بحمراء الأسد بعد- مقدمة يوم الأحد- الإثنين والثلاثاء والأربعاء- ٩/ ١٠/ ١١ شوال سنة ٣ هـ- ثم رجع إلى المدينة. وأخذ رسول الله ﷺ قبل الرجوع إلى المدينة أبا عزة الجمحي- وهو الذي كان قد من عليه من أسارى بدر؛ لفقره وكثرة بناته، على ألايظاهر عليه أحدا، ولكنه نكث وغدر، فحرض الناس بشعره على النبي ﷺ والمسلمين كما أسلفنا، وخرج لمقاتلتهم في أحد- فلما أخذه رسول الله ﷺ قال: يا محمد أقلني، وامنن علي، ودعني لبناتي، وأعطيك عهدا ألاأعود لمثل ما فعلت، فقال ﷺ «لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدا مرتين، لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ثم أمر الزبير أو عاصم بن ثابت فضرب عنقه» .
كما حكم بالإعدام في جاسوس من جواسيس مكة، وهو معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، جد عبد الملك بن مروان لأمه، وذلك أنه لما رجع المشركون يوم أحد جاء معاوية هذا إلى ابن عمه عثمان بن عفان ﵁، فاستأمن له عثمان رسول الله ﷺ، فأمنه على أنه إن وجد بعد ثلاث قتله، فلما خلت المدينة من الجيش الإسلامي أقام فيها أكثر من ثلاث يتجسس لحساب قريش، فلما رجع الجيش خرج معاوية هاربا، فأمر رسول الله ﷺ زيد بن حارثة وعمار بن ياسر، فتعقباه حتى قتلاه «١» .

(١) أخذنا تفصيل غزوة أحد، وحمراء الأسد من ابن هشام ٢/ ٦٠ إلى ١٢٩، وزاد المعاد ٢/ ٩١ إلى ١٠٨، وفتح الباري ٧/ ٣٤٥ إلى ٣٧٧ مع صحيح البخاري، ومختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله النجدي من ص ٢٤٢ إلى ٢٥٧، وقد أحلنا على المصادر الآخرى في مواضعها.

1 / 260