154

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

Mai Buga Littafi

دار الهلال

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Nau'ikan

التي كانت عنده للناس، ثم هاجر ماشيا على قدميه، حتى لحقهما بقباء، ونزل على كلثوم بن الهدم «١» . وأقام رسول الله ﷺ بقباء أربعة أيام: الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس «٢» . وأسس مسجد قباء وصلى فيه، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة، فلما كان اليوم الخامس- يوم الجمعة- ركب بأمر الله له، وأبو بكر ردفه، وأرسل إلى بني النجار- أخواله- فجاؤوا متقلدين سيوفهم، فسار نحو المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، فجمع بهم في المسجد الذي في بطن الوادي، وكانوا مائة رجل «٣» . الدخول في المدينة: وبعد الجمعة دخل النبي ﷺ المدينة- ومن ذلك اليوم سميت بلدة يثرب بمدينة الرسول ﷺ، ويعبر عنها بالمدينة مختصرا- وكان يوما تاريخيا أغر، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس، وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحا وسرورا «٤»: أشرق البدر علينا ... من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع والأنصار إن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة إلا أن كل واحد منهم كان يتمنى أن ينزل الرسول ﷺ عليه. فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته: هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة، فكان يقول لهم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلم تزل سائرة

(١) زاد المعاد ٢/ ٥٤، ابن هشام ١/ ٤٩٣، رحمة للعالمين ١/ ١٠٢. (٢) هذا ما رواه ابن إسحاق، انظر ابن هشام ١/ ٤٩٤ وهو الذي اختاره العلامة المنصور فوري انظر رحمة للعالمين ١/ ١٠٢، وفي صحيح البخاري أنه أقام بقباء أربعا وعشرين ليلة (١/ ٦١) وبضع عشرة ليلة (١/ ٥٥٥) وأربع عشر ليلة (١/ ٥٦٠) وهذا الأخير هو الذي اختاره ابن القيم، وقد صرح هو نفسه أن نزوله بقباء كان يوم الإثنين وخروجه يوم الجمعة والخروج، ومعهما لا يزيد على اثني عشر يوما إذا كان من أسبوعين. (٣) صحيح البخاري ١/ ٥٥٥، ٥٦٠، زاد المعاد ٢/ ٥٥، ابن هشام ١/ ٤٩٤ رحمة للعالمين ١/ ١٠٢. (٤) ذكر ابن القيم أن إنشاد هذه الأشعار كان عند مرجعه ﷺ من تبوك، ووهم من يقول: إنما كان ذلك عند مقدمة المدينة (زاد المعاد ٣/ ١٠) لكن ابن القيم لم يأت على هذا التوهم بدليل يشفي، وقد رجح العلامة المنصور فوري أن ذلك كان عند مقدمة المدينة، ومعه دلائل لا يمكن ردها انظر رحمة للعالمين ١/ ١٠٦.

1 / 156