أثر منظر الصبي بإحدى النساء فاهتزت للكرم وهرولت إلى بيتها، ثم رجعت ومعها بيضة، هي البيضة الوحيدة في القرية، خبأتها أم يوسف لمثل هذه الساعة العصيبة.
وعظمت غبطة القرويين بضيوفهم الثلاثة، أما ربحوا أجرا ليلة العيد؟ أما أطعموا فقيرا وقبلوه باسم يسوع؟
وتعالى الدعاء لأم يوسف من جميع قراني البيت، قد بيضت وجه الضيعة، فمن عنده بيض في كانون غير أم يوسف الدهرية؟
وعمل الخيال عمله فرأت الضيعة في ضيوفها رمز «العائلة المقدسة» فاقتسموها بينهم: أنامت أم يوسف الصبي مع أولادها، ونامت المرأة عند امرأة أخرى، ونام الأب في بيت ثالث.
ونما إيمانهم بما رأوا فصار يقينا، فأسرع شيخ صديق يخبر القرية بما رأى، فتحامل الكاهن العجوز على نفسه وجاء، ولشد ما دهش الناس إذ لم يروا أحدا، إلا ورقة تحت المخدة حيث كان الصبي نائما، وقد كتب عليها: جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله ...
فلما قرأها الخوري سمعان صك وجهه وقال: ما كان أسعد سمعان الشيخ! وما أتعسك يا خوري سمعان! وأجهش، ثم شرع يبكي كالطفل.
وطار الخبر إلى المدينة مع الصبح، كتب الخوري سمعان إلى رئيسه الروحي بما وقع في قريته، فاستهزأ وغضب، دعا إليه أحد خوارنته وأمره أن يكذب الخبر في قداس الساعة العاشرة، فامتثل الكاهن وقال للشعب بعد تلاوة الإنجيل:
أيها الأبناء الأعزاء
بلغت مسامع راعينا الصالح الكلي الاحترام تلك الإشاعة المضحكة التي جاءتنا اليوم، صباح هذا العيد المبارك، من قرية بطباب، فالصبي الوقح الذي تجاسر ومد يده إلى «الصينية» في قداس نصف الليل ستؤدبه حكومتنا الجليلة، أيدها الله، متى قبضت عليه. هي جادة خلفه، ولكنني على قصر معرفتي، أرجح، بل أؤكد، أن غضب ربنا حل عليه فانشقت الأرض وبلعته مع أبيه وأمه.
يا إخوتي المباركين، إن سيدنا يسوع المسيح، له المجد، لا يظهر بهذا الشكل الزري، بل يأتي ببهاء ومجد عظيمين ليدين الأحياء والأموات، هكذا قالت الرسل.
Shafi da ba'a sani ba