125

Gwarazan Zamanai

أقزام جبابرة

Nau'ikan

وبينما كان عواده الغرباء يتغدون في أحد البيوت قرع الجرس حزنا فتنفس الجميع الصعداء وهرولوا إلى بيت الفقيد، أما سمعان - مجهز موتى القرية - فكان أرشق من النسيم. حلق ذقن الفقيد، ثم انتزع «الكمر» وشرع يلبس شلهوب بذلته الدهرية: شروال جوخ، وصدرية مخمل، وزنار حرير مخطط، وكبران، وبعدما أصلح هندامه أنامه نوما مريحا، فبرز في أحسن سمت، فاكتسى وجهه سيماء الطوباويين.

وانعقد على الأثر مؤتمر المناعي، فشق كبير الضيعة الحديث قائلا: كلنا غلة الموت، شقي المرحوم وتعب، ولكنه جمع. مات - والحمد لله - مجبور الخاطر بالمال والرجال.

وبعد هذه الخطبة البليغة التفت إلى بطرس ابن شلهوب البكر يسأله عن كبر المأتم وصغره.

فأجابه: الثوب الذي تفصله نحن نلبسه.

فصاحت أخت الفقيد وهي عجوز درداء: أملاكه نصف الضيعة وتقول: كبير وصغير!

فصاحت بنته: لا تستخفوا فينا، انعوا البلادين.

وانقطع الكلام، فاستل الشيخ مسبحته من جيبه وطفق يعد القرى التي اعتادوا أن ينعوا إليها الوجهاء، فزاد عددها على الخمسين وتجاوز عدد كهنتها المائة.

ومشت الأقلام على الأوراق، فتقدم كهل من الشيخ وقال بصوت منخفض: أنطون حرد لأنكم ما نعيتم قرية زوجته.

فقال الشيخ: سيدنا البابا فقط معصوم من الغلط. أنطون، لا تؤاخذنا يا عمي.

وتبادلا ابتسامة رضى زاد بها عدد الكهنة خمسة.

Shafi da ba'a sani ba