النوم عند شلهوب ابن عم الموت؛ ولهذا قلله ليطول عمره، فكان يقضي السهرة إما بحوك القصب سلالا وقوصرات، أو بخصف
2
النعال، أو بفتل حبال من الجلد فتل شزر
3
فتصير أطول عمرا.
ما مر قط بمسمار أو قطعة حديد أكلها الصدأ، أو طربوش عتيق، إلا التقطها ليقايض
4
بما لا ينتفع به مباشرة، فيكون للأولاد قضامي وحلاوة بلاش. أما مآثره التي يتباهى بها ويعتد، فمنها أنه تأهل في السادسة عشرة، وأصاب أرضا مغلالا، فكان له اثنا عشر ولدا وأربع بنات. كان يقلب فيهم رأسه الصغير المدور وعينيه اللوزيتين، ثم يزم بأنف كمنقار البطة ويقول: الله يدبر. ومتى تجمعوا حواليه داعب هذا، وزجر تلك، ويده لا تنفك عن عمله.
وشاخ شلهوب فقسم ما يملك بين بنيه، وراح ينتقل في تلك الأبراج الاثني عشر، وهو لا يملك من دنياه التي أنماها غير أربعين ذهبا، ادخرها لتكون تكاليف رحلته إلى الآخرة.
أما زوجته فقد استراحت وأراحت، ما كانت ترضى، لم تطب لها الحياة مع شلهوب لبخله وتقتيره،
Shafi da ba'a sani ba