يتسم بيت جوردون باحتوائه على غرفة طعام مرتفعة المستوى؛ فهي تشبه المنصة ومحاطة بركن لتبادل أطراف الحديث، وآخر للموسيقى، وصف من النباتات الخضراء الضخمة المتراصة تحت زجاج مائل. لا يستطيع المرء أن يرى مدخل البيت من غرفة الطعام، لكن لا توجد جدران تعترض الطريق؛ بحيث تستطيع أن تسمع من غرفة ما يجري في أية غرفة أخرى.
خلال العشاء، رن جرس الباب. فاستأذن جوردون لينظر من الطارق، ونزل الدرج. سمعت برو صوتا أنثويا، ولكن لم تزل صاحبة الصوت خارج البيت؛ ولذلك لم تستطع أن تميز الكلمات. سمعت صوت جوردون محذرا بنبرة خفيضة. ولم يغلق الباب؛ فمن الواضح أن ذاك الشخص لم يدع إلى الداخل، لكن الأصوات استمرت مكتومة وغاضبة. وفجأة صاح جوردون بصوت عال، وظهر على الدرج بعد أن قطع نصف المسافة ملوحا بذراعيه.
قال: «الكريم بروليه. هلا تخرجينه من الفرن؟» ونزل الدرج سريعا بينما نهضت برو، واتجهت نحو المطبخ لإخراج الحلوى من الفرن. وعندما عادت كان جوردون يصعد الدرج على مهل، وعلى وجهه أمارات الانفعال والإنهاك. «كان أحد الأصدقاء.» قالها عابسا. «هل كل شيء على ما يرام؟»
أدركت برو أنه كان يتحدث عن الكريم بروليه، وقالت: إنه على ما يرام؛ فقد أخرجته من الفرن في الوقت المناسب. شكرها لكنه لم يبتهج. بدا أن الحلوى لم تكن السبب وراء كآبته، بل ما حدث على باب بيته أيا كان. ولكي تلهيه عما حدث، بدأت تسأله أسئلة احترافية عن النباتات.
قال: «لا أعرف عنها شيئا. أنت تعرفين ذلك.»
قالت: «ظننت أنك ربما اكتسبت خبرة بها تدريجيا كما فعلت مع الطهي.» «هي تعتني بالنباتات.»
قالت برو ذاكرة اسم مدبرة المنزل: «السيدة كار؟» «من في رأيك؟»
احمرت برو خجلا؛ كانت تكره أن يراها مرتابة.
قال جوردون دون أن تتبدل حالته المعنوية: «المشكلة هي اعتقادي أنني أريد أن أتزوجك.» جوردون رجل ضخم البنية ذو ملامح خشنة، يحب أن يرتدي ملابس ثقيلة وسترات ضخمة، وعيناه الزرقاوان عادة محتقنتان بالدم، وتعبيراتهما تشي بأن وراء هذه القلعة الحصينة روحا يائسا حائرا متململا.
قالت برو باستخفاف: «يا لها من مشكلة!» مع أنها تعرف جوردون تمام المعرفة لتدرك أنها بالفعل مشكلة.
Shafi da ba'a sani ba